مقال فاطمة ناعوت الذي هزّ مصر
اللهُ حزينٌ ونحن نضحك ملء قلوبنا!
قبل أن تصطدم بالأرض وتصعقنا أيها النيزك ، اعلم أننا كوكب من الخُطأة القُساة الغلاظ
فلا تأخذك بنا شفقة ولا رحمة
وأتِ على آخر شقيّ فينا وأنت مستريح الضمير، كي يتطهر الكون من دنسنا.
نحن الأرضيين:
الرجال فينا يذبحون الأطفال وهم نيام، بعدما ينحرون الأم والأب والعمة ثم يفرون آمنين، معتمدين على:
'لا يؤخذ مسلمٌ بذميّ'.
والضحايا مسيحيون لا ديّة لهم عند حكوماتهم العنصرية منذ نصف قرن.
نحن الأرضيين:
الشباب فينا يغتصبون الطفلات ثم يلقون بهم من حالق.
بعدها ينالون مكافأة اعتزال المجتمع
والاعتكاف بعيدا عن الزحام والقمامة والضوضاء والركض العسر وراء لقمة العيش.
سيأكلون ويسكنون مجانا في السجن عدة سنوات ثم يخرجون ليستأنفوا اغتصاب الأطفال وقتلهم.
نحن الأرضيين:
يضرب رجالُنا نساءنا بمنطق الغاب والبقاء للأقوى.
قبل عام، خرج رجال أشداء منا في السودان يمزّقون ظهر فتاة لا حول لها ولا قوة بالسياط اللاهبة
لأنها ارتدت بنطالا.
وفي سورية بالأمس رجموا فتاة ضعيفة بالحجارة المسنونة حتى الموت
لأنها استخدمت فيس بوك.
نحن الأرضيين:
نتقاتل فيما ورثنا من عقيدة لم نخترها.
المسلمون منا ينحرون المسيحيين في سوريا ثم يكبّرون باسم الله الأكبر
وهم يمنون النفس أنهم بعد برهة صغيرة سوف يتقلبون على سُرُر اثنتين وسبعين حسناء من الحور العين يعدن عذراوات في كل ليلة.
لكن حكوماتنا الفاشلة تعاقبهم بالمد في أعمارهم كي يتأخروا عن ملاقاة شهواتهم مع الحور
والغلمان في فردوس الجهاديين.
والمسيحيون منا يقيمون مذابح جماعية للمسلمين في أفريقيا الوسطى، ثم ينتظرون أن ينعموا برحمة الله في الفردوس الأعلى.
نحن الأرضيين:
حين يود متطرف إسلامي منا أن يقتل طفلة مسيحية تحمل شمع العرس في حفل زفاف
لا يكتفي برصاصة في قلبها الصغير
بل يمطر جسدها النحيل بأربع عشرة رصاصة ليستمتع بمشهد تقافز الطفلة أمامه تحت وابل الرصاص
ثم يذهب إلى بيته آمنا مطمئنا لأنه يعلم أنه حتى وإن قُبض، عليه سينجح في إقناع الجميع بأنه مختلّ عقليا.
فعلها قبله عشراتٌ في أفلام سابقة ونجحت.
أيها النيزك الغاضب، تعال سريعا واحصد أرواحنا جميعا، فليس فينا رجلٌ رشيد.
تعال ولا تستثنِ منا أحدا فكلنا قد خنا الله وأبكينا السماء الطيبة بتدني أرواحنا
إما بفعل الخطيئة أو بالصمت عليها.
ليس من قتل ومن ذبح ومن اغتصب فقط من يستحق الويل
بل كل من رآى هذا وسمع عنه ثم صمت.
وكلنا سمعنا وصمتنا واكتفينا بمصمصة الشفاة وادعاء الورع.
أيها الكويكب الغضوب هلمّ خلص المجرة من أدراننا نحن الأرضيين
فقد أعيينا السماءَ بأخطائنا وشهواتنا في العِرض والمال
واشتهائنا المرضي للدم وهوسنا الهائل بالظلم وتجذّر الأنانية في قلوبنا.
لا ترحم منا أحدا، فداخل كل منا همجيٌّ قاتل أخفقنا أن نهذبه.