شرح كلمة انجيل متي
(1) يذكر لوقا أن لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة "كبيرة" في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29-32) أما هو (متى) فيذكرها بكل اختصارًا تواضعًا (مت 9: 10-13).
(2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
(3) لا يعقل أن إنجيلًا خطيرًا كهذا هو في مقدمة الأناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى أحد تلاميذ المسيح.
(4) ويكر بابياس في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح.
(5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أهم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة.
ويرّجح أن هذا الإنجيل كُتب في فلسطين لأجل المؤمنين من بين اليهود الذين اعتنقوا الديانة المسيحية. والسفر يظهر يسوع كأعظم الأنبياء والمشترعين الذي تمم العهد القديم - وانه مسيا الموعود به وملك شعب بني إسرائيل الحقيقي. ولم يرتب هذا الإنجيل ترتيبًا حسب سياق الوقائع بل حسب المواضيع فيجمع أعمال المسيح وأقواله حسب مشابهتها بعضها لبعض. ومع ذلك يبرهن أن يسوع الناصري هو المسيح. وكثيرًا ما يبرز متى شواهد من نبوات العهد القديم. ولا يعلم هل هذا الإنجيل هو الأول باعتبار زمن تأليفه إلا انع يستحق الوضع في صدور العهد الجديد لكونه الحلقة الموصلة بين العهد القديم والعهد الجديد وبين الناموس والإنجيل.
وموضعه في العهد الجديد كموضع خمسة أسفار موسى في العهد القديم فإن عظة المسيح على الجبل تقابل إعطاء الناموس من سيناء ويظهر لمن يقرأ جدول مواليد المسيح، والإعلان ليوسف وزيارة المجوس التي كلها تختص بهذا الإنجيل إن النظام الجديد إنما هو تتميم للنظام القديم لا ناسخ له. ومما يؤكد ذلك العظة على الجبل والأمثال بخصوص ملكوت السموات والتنديد بالفريسيين والصدوقيين وإبراز النبوات العديدة من العهد القديم التي صرح بأنها قد تمت في حوادث يسوع.
ويقسم هذا الإنجيل إلى الأقسام الرئيسية التالية:
(1) مولد المسيح مع سلسة نسبه (ص 1 و2)
(2) مقدمة لخدمة المسيح (ص 3-4)
(3) رسالته في الجليل (ص 4: 18-9: 35)
(4) إرساله التلاميذ للتبشير بملكوت الله (ص 9: 36-10)
(5) ازدياد مقاومة اليهود له (ص 11-15 : 20)
(6) ختام خدمة المسيح في بيرية (شرق الأردن) (ص 19-20)
(8) الأسبوع الأخير وفيه موضوع الآلام والقيامة (ص 21-28).
واختلفت القول بخصوص لغة هذا الإنجيل الأصلية فذهب بعضهم إلى كتب أولًا في العبرانية أو الآرامية التي كانت لغة فلسطين في تلك الأيام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). وذهب آخرون إلى أنه كتب في اليونانية كما هو الآن. فإن الرأي الأول فمستند إلى شهادة الكنيسة القديمة. فإن آباء الكنيسة قالوا أنه ترجم إلى اليونانية ويستشهدون بهذه الترجمة. فإذا سلمنا بهذا الرأي التزمنا بأن نسلم بأن متى نفسه ترجم إنجيله أو أمر بترجمته.
أما الرأي بأن متى نفسه ترجم إنجيله العبراني فيفسر سبب استشهاد الآباء بالإنجيل اليوناني نفسه فإن متى يوافق مرقس ولوقا في العظات ويختلف عنهما أكثر ما يكون في القصة. ثم إن الآيات المتقطفة في العظات هي من الترجمة السبعينية وفي بقية القصة هي ترجمات من العبرانية.
ولا بد أن هذا الإنجيل قد كتب قبل خراب أورشليم وينبئ ص 24 بوقوع ذلك. وذهب بعض القدماء إلى أنه كتب في السنة الثامنة بعد الصعود وآخرون إلى أن إنجيلنا الحالي كتب بين سنة 60 وسنة 65م. وإن إنجيلي مرقس ولوقا كتبا في تلك المدة نفسها.