هذا هو المكتوب في الإنجيل فيما يتعلق بالعشاء الأخير الذي تناوله يسوع مع تلاميذه، قبل أن يسفك دمه كذبيحة لمحو الخطية. وقد أعلم يسوع تلاميذه الاثني عشر، أن واحدا منهم سيخونه. كان هذا هو ''يهوذا الإسخريوطي.''
ففي عيون الناس، كان يهوذا رجلا أمينا، ولكن في قلبه، لم يكن يهوذا يهتم إلا بالمال وبأمور العالم. ولهذا، ذهب يهوذا إلى رئيس الكهنة، وقال له:
"ماذا تريدون أن تعطوني، وأنا أسلمه إليكم؟"
وهكذا، عد له الكهنة ثلاثين قطعة من الفضة، وأعطوها له. وقد حدث هذا، ليتم ما سبق أن تنبأ به زكريا النبي قبل ذلك بمئات السنين، عندما كتب أن المسيا سوف يخان ويسلم بثلاثين قطعة من الفضة. (أنظر زكريا 12:11،13)
هذا أهم ما قاله يسوع عندما تشارك الخبز والكأس مع تلاميذه:
------------------------------------------------------------------
"وفيما هم يأكلون، أخذ يسوع خبزا، وبارك وكسر وأعطاهم وقال:
خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور من أجلكم، اصنعوا هذا لذكري.
ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم، فشربوا منها كلهم. وقال لهم:
هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين" (مرقس 22:14-24)
وهكذا نرى أن يسوع وضع أمام تلاميذه رمزين: رمز الخبز، ورمز الكأس.
فالخبز، الذي كسره يسوع وأعطاه لتلاميذه، كان يرمز إلى جسده الذي كان سيبذله كذبيحة.
أما الكأس المملوء بعصير العنب، فكان يرمز إلى الدم الذي كان سيسفكه يسوع المخلص، ليدفع دين خطية نسل آدم، كي ما يعيشون في محضر الله إلى الأبد.
وهكذا، علم يسوع تلاميذه، من خلال رمز الخبز ورمز الكأس، أن السبب الذي من أجله جاء إلى العالم هو لكي يضع حياته، الممثله في جسده ودمه، كذبيحة للخطاة. فكما أن كل من يعيش على الأرض لا بد وأن يتناول الطعام والماء كي ما يبقى حيا، هكذا أيضا كل من يريد أن يحيا للأبد في السماء مع الله، يجب أن يؤمن أن يسوع المسيح بذل جسده ودمه ليعطينا حياة أبدية. فالرب يسوع المسيح هو الوحيد الذي يستطيع أن يعطينا حياة أبدية، ودمه الذي سفكه هو علاج الله الوحيد ليفدينا من اللعنة التي جلبتها الخطية.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †