الكهنوت.. يوحنا الذهبي الفم

زائر

الكهنوت.. يوحنا الذهبي الفم

ان الكهنوت يمارس على الارض في الواقع،ولكن محله في السماء.

ولم يحلّه هذا المحل انسان ،أو ملاك او رئيس ملائكة، بل الروح القدس نفسه،

هو الذي أذن لخلائق بشرية من لحم ودم أن تقوم بخدمة

الملائكة.ولأجل هذا يجب أن يكون الكاهن من الطهارة والنقاوة

كما لو كان يقطن السموات بين الطغمات الملائكية...

_ الكهنةالذين يلدوننا بحياة النعمة ويلدوننا روحيا بالمعمودية.

هم الكهنة الذين يلبسوننا المسيح

ويدفنوننا معه في القبر، ويقيموننا بجسده. هم الذين يجعلون من المسيح لنا رأسا ،

ويجعلون منّا لجسده أعضاء. ويجب أن نكرمهم أكثر من تكريمنا للأمراء والملوك، وأن نحبهم ونقدرهم.

آباؤنا قد أعطونا الحياة الطبيعية من دمهم ومن شهوة أجسادهم،

أما الكهنة فانهم يعطوننا الحياة الروحية التي هي من الله.

_ان من اتخذ رتبة الكهنوت وهو يحمل احدى الشهوات فلا يكاد يباشر هذه المهنة السماوية

حتى تضطرم نار هذه الشهوة ويضطر لكي يشبع هذا الميل

،والى كل ما يسيء الى الكرامة والى المتاجرة والمكسب .

_ لو كان للبعض أن يقدّروا الكهنوت بمثل ما يجب أن يقدّر به ،

لخافوا او هربوا من ثقل مسؤوليته..

_يجب على الكاهن أن يكون دائما محتاطا لنفسه ،

ومتسلحا وساهرا بغير تعب، فاتحا عينيه الى كل الجهات

لكي لا تأتيه الضربة المهلكة من حيث لا يدري.

وذلك لأنه محاط بقوم مستعدين دائما لضربه والقائه الى الحضيض

لا من أعدائه وخصومه وانّما من الذين يدّعون صداقته .

ما من أحد يرى في الكاهن كائنا مخلوقا من لحم ودم ،

وجبلة بشرية ،بل يريد أن ير ى فيه ملاكا انعتق من كل ضعف بشري ...

(في الكهنوت وأحاديث عن الزواج ورسائل المنفى )

"يوحنا الذهبي الفم