[center]
هل يُعتبر العقاب ضروريّاً في تربية الطفل؟
وهل صحيح أن الطفل لا يتمكّن من معرفة خطئه إذا لم يُعاقَب؟
ما هي القواعد التي على الأهل إتباعها في العقاب ليتمكّن الطفل من إكتشاف خطئه وفهمه؟
والأهم من ذلك، في أي عمر يبدأ الأهل بمعاقبة أولادهم؟
1 - ما هو العقاب الجيّد والمفيد؟
تقول الاختصاصية جيل-ماري فاليه في هذا السياق إن "العقاب الجيّد هو ذلك الذي يلقّن الاطفال درساً معيّناً،
سواء بتسليط الضوء على قيمة معيّنة عليهم إحترامها أو الاشارة الى حظر معيّن قاموا بانتهاكه.
فالعقاب الجيّد يُظهِر للطفل بأنه أخفق في تصرّف ما وبأن سلوكه لم يكن مناسباً وبالتالي عليه تغيير تصرّفاته وإعتماد سلوك آخر".
وتشير فاليه الى أن "العقاب المثالي لا يعني بالضرورة العقاب الذي يجعل الطفل يبكي
ويتألّم وإنما هو ذلك الذي يساعده على تعلّم بعض القيم، فإذا قام بكسر إناء ما على الأمّ
أن تقترح عليه إلتقاط القطع المحطّمة عوض ضربه وتأنيبه".
2 - في أي عمر يمكن للطفل أن يستوعب العقاب ويفهمه؟
"ليس قبل بلوغه السنة والنصف أو السنتين"، تقول وتشير الى انه "قبل هذه المرحلة لا يكون الطفل واعياً للتصرّفات التي يقوم بها
ما يجعل العقاب لا معنى له، وبالتالي على الأهل أن يتركوا الوقت لأولادهم حتّى يدركوا بطريقة واعية أنّهم أصبحوا أفراداً قائمين بذاتهم،
وذلك لا يحدث قبل بلوغه الـ 18 شهراً على الأقلّ. ولكن مع بلوغ الطفل السنة ونصف السنة على الامّ البدء بوضع حدود وقواعد له،
وربّما تكون كلمة "كلا" كافية للامتناع عن القيام بالتصرّفات الخاطئة.
3 - هل على الام معاقبة طفلها مباشرةً بعد إرتكابه خطأً ما، أو أن تنتظر قليلاً لتفكّر وتستوعب الوضع أكثر؟
"يجب أن لا يكون العقاب صادراً عن الغضب والانفعال"، تشدد فاليه، التي قدّمت نصيحة الى الأهل فدعتهم
الى أخذ "القليل من الوقت للتفكير قبل الشروع في معاقبة أولادهم.
ولكن في الوقت عينه فإن العقاب المتأخر لن يجدي نفعاً ولن يكون فعّالاً إذ يكون الطفل قد نسي السبب الذي من أجله سيعاقب".
وتقول الاختصاصية النفسية إنّ "على الأمّ تجنيب إبنها القلق بشأن ما سيحدث معه
وذلك من خلال إبلاغه مسبقاً عن العقاب الذي سيتلقّاه إذا ما أخطأ في تصرّف ما".
4 - ماذا لو رفض الطفل الرضوخ للعقاب؟
تؤكد انه "عندما يكون الطفل غاضباً، لا جدوى من التكلّم معه أو محاولة التفسير له بأنّ تصرّفاته كانت خاطئة.
لذلك على الاهل انتظار الطفل حتّى يهدأ قبل الشروع في معاقبته.
وبما أنّ العقاب هو نوع من أنواع التربية التي تلقّن الأطفال دروساً وقواعد سلوكية وإجتماعية،
فإنه على الاهل التنبّه جيّداً لوضع الطفل النفسي قبل معاقبته:
فإذا رفض الجلوس وحيداً في غرفته على الاهل أن ينسحبوا من الغرفة التي يتواجد فيها ويتركوه وحيداً حتّى يهدأ،
أما إذا كان لا يستطيع السيطرة على غضبه فمن المفضّل أن تأخذه الأمّ بين ذراعيها وترشده الى عقابه بعد ان يهدأ".
وفاليه تعتبر أن "العقاب قد يكون نوعاً من أنواع طمأنة الأطفال، فعندما يرتكب الولد خطأً ما قد يتكوّن في نفسه شعور بالذنب،
وبالتالي فإن العقاب سيكون وسيلته للتحرر من هذه العقدة وهذا الذنب الذي سيعيق نموّه في مراحل لاحقة".[/center]
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... 
السبت يناير 11, 2014 6:50 am
