قال الرسول بولس ان الشيطان يغير شكله الى شبه ملاك نور، فليس عجباً ان كان خدامه يغيرون شكلهم كخدام للبر.
ومعنى هذا ان الشيطان عدونا شخص غير اعتيادي شخص له القوة ان يضل البشر الى ناموس الخطية والموت.
صحيح اننا لا نراه رأي العين، ولكننا نرى عمله من خلال أبناء المعصية.
فهو كائن روحي نجس يوسوس في صدور بني البشر ويزرع في قلوبهم بذور الخصومات والشقاق والحسد والتقاتل وكل امر رديء.
الرب يسوع رآه وتحدث عنه ووصفه برئيس هذا العالم بمعنى ان له سلطان على العالم الشرير.
ولقبه الكتاب المقدس باله هذا الدهر لان له السلطان المطلق على أبناء هذا الدهر الاشرار. واطلق عليه اسم سلطان الهواء وسلطان الظلمة لان له سلطانا على الابالسة الملقبين بأبناء الظلمة.
ولكن مع كل ما له من قوة وتسلط يجب ان لا يخشاه المؤمنون لانه مهزوم، هزمه يسوع في معارك برية الاردن وجثسيماني والجلجثة التي خاضها ضده.
ويسوع الغالب المنتصر قد أعطانا امكانية الانتصار الحاسم على الشرير وجنوده، اذ وضع في أيدينا السلام عينه الذي استخدمه هو، وبه هزم العدو الشرس. ذاك السلاح هو كلمة الله الحية الفعالة، التي أمضى من كل سيف ذي حدين.
يخبرنا الانجيل ان يسوع حين جاع في برية تقدم اليه الشيطان وقال له:
إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هٰذِهِ ٱلْحِجَارَةُ خُبْزاً. فَأَجَابَ: مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلله» (متّى ٤: ٣ و٤)
وحين قال له المجرب :
هوذا العالم كله في سلطاني وأنا أعطيه لك ان سجدت لي.
فأجاب يسوع :
ٱذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» (متّى ٤: ١٠)
وحين قال الشرير:
إنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فَٱطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ» (متّى ٤: ٦ و٧).