تأملات روحية

تأملات روحية












فبقي يعقوب وحده.وصارعه


انسان حتى طلوع الفجر. ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب


في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني. فقال


له ما اسمك.فقال يعقوب. فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل. لأنك جاهدت


مع الله والناس وقدرت. وسأل يعقوب وقال اخبرني


باسمك.فقال لماذا تسأل عن اسمي.وباركه هناك.


فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل.قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه ونجّيت نفسي.


تكوين 32: 24-30








يعقوب سرق باكورة اخيه عيسو، وهرب من وجهه بعدها أصبحا


لكليهما شعب كثير ولا زال يخاف من انتقامه، فأراد أن يراضيه بهدايا ومراسيل ولا


زال الخوف يعتري قلبه، فترك كل شيء وذهب إلى مكان لوحده وجاء ملاك الرب وصارعه طوال


الليل ولم يقوى على يعقوب، وهو كانتهازي للفرص، عرف أن عند هذا الملاك بركة ولا


بد له من اخذها مهما كلف الأمر. إلى ان إنتهى به المطاف بخلع حقه ولكنه لم ييأس


إلى أن أخذ البركة.






وما يحيرني بمؤمنين القرن الواحد والعشرين، أنهم


يثابرون كي يجدوا عملاً ويعملون اثنا عشر ساعة وأكثر ويبحثون عن من يساعدهم مهما


كلف الأمر من كرامتهم ويعملون بالساعات كي يرضوا الناس، وعندما يريدون ان يصلّوا


ويرضوا الله لا تتجاوز صلاتهم الربع ساعة التي يتخللها تسبيح ايضاً ليزيل ملل


الكلام مع الله الذي لا نراه.






عزيزي، الملل مع الله نحن الذين نخلقه، إن كنت تريد أن


يظهر لك الرب ويتكلم معك –وأتمنى أن لا يصارعك- إقفل عليك غرفتك وامنع أي شيء


يلهيك عنه وانتظر لا تتكلم فقط إنتظر وستراه وتتكلم معه وتبكي وتضحك بين يديه،


فأبوك حي وهو قريب جداً منك وهو في انتظار أن تاتي إليه وتقضيا أجمل وقت مع بعض.


-






أريد أن أراك يا أبي،


أريد أن ألمسك وابكي على كتفك، أريد هذه اللمسة العجيبة التي تعطيها، كي تأخذ كل


احمالي ونجاستي. أحبك يا أبي، لأنك دائماً تريني كم أنت رائع وانك دائماً موجود


من أجلي. آمين