{أقوال وعظات القديسين} شذرات روحية :
خاصية الحياة الإنسانية الإلهية:
† أحبتي، إخوتي، افتحوا قلوبكم حتى يخط الروح القدس حياة المسيح عليها. هكذا تصبحون رويداً رويداً قادرين إن تقبلوا التجارب بفرح، وكذا الموت والقيامة.
† لم يعرف العالم اكبر من دعوة المسيحية وندائها. لكن كلما سما الهدف، كلما صار تحقيقه أصعب.
† علينا أن نوحد، في رؤيانا الروحية، الكائن الكوني والكائن الإلهي، المخلوق وغير المخلوق.
علينا أن نلتمس الله ذاته، في شخصه، وهذا يعني ما هو الأسمى، حتى نعطي لجسدنا المائل إلى اللاحركة حركة أزلية.
† كيف نصنع خلاصنا؟.. كيف نجعل أجسادنا لا فناء فيها؟ كيف نفلت من ربقة الخطيئة واقتدار الموت علينا؟ هذا عليه إن يكون هاجسنا كل لحظة بقوة وحدة متزايدة على الدوام. الحياة قصيرة والهدف سام، لكنه بعيد المنال.
† بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية، خلاص الإنسان هو التأله.
†علينا أن نتعلم كيف نحيا من الحياة الأبدية لله نفسه. ما هو تأله الإنسان؟.. هو العيش كما عاش السيد، متمثلين أفكار المسيح ومشاعره، بخاصة لحظات حياته الأخيرة على الأرض.
السقوط:
†بعد السقوط، صار الإنسان ساحة معركة بين الله والعدو.
† البذرة التي ألقاها الشيطان في قلب آدم وعقله، أن يصير إلهاً بدون الإله، ولقد تغلغلت جداً هذه البذرة في كياننا لدرجة أننا بتنا تحت ربقة الخطيئة على الدوام.
† لا تثقوا كثيراً بالعلوم العالية التي تلقيتموها في العالم. الحضارة التي نحيا فيها هي حضارة السقوط. بمعنى آخر لا تظنّنّ ولو للحظة انك يمكنك الاستغناء عن الله بعلمك ونجاحك الأرضي لأنك مهما قطعت بعلمك أشواطاً ستلتقي بالله في النهاية لأنه مصدر كل المعرفة في العالم.
† السأم، اشتقاقاً، يعني "غياب هاجس الخلاص". لولا ندرة عزيزة لقلنا أن كل البشرية تحيا حاة السأم هذه. صار البشر غير مبالين بخلاصهم. لا يفتشون عن الحياة الإلهية. يحدّون أنفسهم بأشكال الحياة بحسب الجسد. يحيون للحاجات اليومية، لمشتهيات هذا العالم وللأفعال الرتيبة الروتينية الدورية. رغم ذلك فإن الله خلقنا من العدم، على صورة المطلق وشبهه. إذا كان هذا الكشف صحيحاً، فإن غياب هاجس الخلاص ليس للفرد إلا موتاً.
† اليأس هو انتفاء الوعي أن الله يريد أن يعطينا الحياة الأبدية. العالم يعيش في اليأس. البشر يحكمون على أنفسهم بالموت. يجب علينا إن نجاهد بضراوة ضد السأم.
† ليس بإمكان حكمة هذا العالم أن تخلصه. المجالس النيابية، الحكومات، والمؤسسات "المعقدة" للدول العصرية الأكثر تقدماً على الأرض، كلها عاجزة. البشرية تتوجع بلا حد. المنفذ الوحيد هو إن نجد في أنفسنا الحكمة، والتصميم على أن لا نحيا بحسب حكمة هذا الدهر، بل أن نتبع المسيح.
التوبة:
† إن الصراع لأجل الخلاص بإمكانه أن يكون في بعض الأحيان بسيطاً وبدائياً جداً، وفي بعض الأحيان معقداً جداً، يتخطى قدرة البشر.
† من الأفضل وبكل تأكيد إن لا نرتكب الخطيئة، لكن إذا كانت التوبة مثل اللهب المتقد، فإنها ترمم كل خسارة.
† علينا أن نحفظ حس التوبة كل حياتنا وحتى المنتهى. التوبة هي أساس كل حياة نسكية وروحية. إن حس الخطيئة وحدسها بإمكانه أن يصير حاداً فينا لدرجة أنه يولـّد بالفعل توبة في العمق.
† بإمكاننا إن نبكي ساعات، أسابيع، أعواماً، إلى أن يتجدد كياننا تماماً بكلمة المسيح، بوصاياه وخاصة نعمة الروح القدس. هذا التحول في كياننا، بعد السقوط – سقوط آدم – يتطلب جهداً كبيراً، ووقتاً كثيراً.
† إذا كان الله موجوداً، فإني أعترف بأن كل الأخطاء، هي مني وليست منه هو. فإذا حفظت موقفاً كهذا، فإن الله سيمنحني روح التوبة.
† عندما نعاين المسيح كما هو، فإننا نبدأ برؤية ذواتنا كما نحن، ونعي كم نحن أشقياء وخطأة، وننوح على ذواتنا. إن حب العالم أجمع فينا يتولد مقدار نوحنا. تنتفي الانقسامات. نصير كلنا واحداً في المسيح.
† فقط، عندما ينيرنا النور الإلهي، يسمح لنا برؤية خطايانا. وبالصلاة، شيئاً فشيئاً، يبدأ قلبنا بوعي تأثيرات الأرواح المالئة الكون حولنا.
† لن يكون بإمكاننا امتلاك الصلاة النقية إلا بواسطة التوبة، وفي تفصيل توبتنا، أي في تطهيرنا من كل الأهواء الخاطئة، يصير بإمكاننا، شيئاً فشيئاً، الدخول في النور الإلهي.
† إن الطريق لمعرفة الله تمر قبل كل شيء بالإيمان بحب المسيح وبالتوبة.
تمييز الأفكار:
+ إن الضيق وعدم الارتياح الذي تحركه فكرة ما في قلبنا هي العلامة أنها من العدو. وإذا لم نكن راضين عن الفكرة التي في قلبنا، فهذه هي العلامة على إن هذه الفكرة ليست من الله، ولكن من العدو الذي يخترقنا.
+ خير لنا ألا نعير الأفكار انتباهاً ونستغرق في الصلاة، ونتخاطب مع الله بصلاتنا.
+ هناك طرق مختلفة للتصدي للأفكار السيئة ولكي نحرر روحنا من كل فكر أهوائي أو تجديفي. أولى الطرق الموصى بها من آباء الكنيسة هي التوبة. أما الثانية فهي تحويل انتباهنا وكياننا إلى شيء آخر فعندما يتكثف الاهتمام بشيء آخر يهملنا العدو ويتركنا.
+ إذا كانت الأهواء قوية وإذا كان فكر فظيع، وحشي، خاطئ، لا يريد أن يغادرنا، لا يبقى لنا إلا الجهاد بالدموع، إلى أن يغادرنا الفكر.
+ إن ذهننا هو في صراع دائم مع العدو. فحتى نبني حياتنا، فإن موقف القتال المستمر ضروري. لأننا إذا تراخينا ونمنا فإننا نترك العدو الذي لا ينام أبداً، يعمل عمله، ونخاطر نحن بفقدان الخلاص.
+ الصحو، هذا ما يجب أن نبدأ به، لئلا يحدث شيء، لو أمكن، خارج الله.
+ لا تدعوا أشياء هذا العالم تشتتكم، ركزوا كل انتباهكم، قدموا كل طاقتكم وقواكم للحياة بحسب روح وصايا الإنجيل.
+ إن كلامنا عن أن الله موجود في الروح لا يعني أننا نعاين الله، بل أن الله يرانا. هاكم الموقف الحقيقي: نتحرك بحضرة الله الذي ينظرنا.
+ إنه ضروري ومهم جداً أن لا نبحث مطلقاً عن إشارات وعلامات العطف الإلهي، كمثل امتلاك موهبة صنع العجائب.
+ المهم في الشركة أن يكون للجميع نفس الرؤية للبنيان، أن نفكر ونسعى للخلاص، خلاصنا الذاتي، خلاص الآخرين وخلاص كل الآتين إلينا..............من كتاب "كلمات في الحياة والروح"للأرشمندريت صفرون
ي