«إياك وذلك البار ...»

«إياك وذلك البار ...»
هي كلوديا بروكولا زوجة بيلاطس ...
استيقظت مذعورة من نومها لما رأته في حلم ، واسرعت لتناول ورقة وتكتب عليها رسالة أو بالأحرى برقية تحذيرية توسلية الى زوجها ، حملها احدى الجنود اليه وهو جالس على منصة الحكم ، وتناول بيلاطس الرسالة ليقرأ فيها............ «إياك وذلك البار لأني تألمت اليوم كثيرًا في حلم من أجله» متى 27 )........
وقد يسأل أحدهم لماذا لم يرى بيلاطس هذا الحلم بدلاً من زوجته ؟!
والجواب أنها كانت نائمة في تلك الليلة، بينما ظل هو في حالة يقظة دائمة بسبب ما كان يجري في مدينة اورشليم من ترتيبات واجراءات لأمساك المخلص ،
فلما نامت وهي متحيرة فيما سمعته أظهر الله ما أراد أن يُظهره لزوجها لو كان نائماً ، أو هي كانت مستحقة للرؤيا السماوية دون زوجها الغير أمين ، ولو كان الحلم لبيلاطس لأعتبره اليهود تعليل لأطلاق سراح المخلص .
لقد استيقظت من نومها مذعورة لما رأته في حلمها ، فماذا رأت في حلمها ؟؟؟
لقد اختلف المفسرون فيما رأته في حلمها لان الانجيل لم يذكر ما رأته ولكنها بصفة عامة رأت ما استدلت به على جلال الرب وعظمته وفدرته ، بدليل قولها لزوجها ، لا تسيء الى ذلك الرجل البار وقولها اني تألمت لأجله كثيراً .
فقد يكون قد ظهر لها أمر مريع فأزعجها وأخافها وأكد لها أن ما حدث لها بسبب اهانة زوجها للفادي .
يظن البعض أنها رأت مأساة الصليب قبل أن تتم بصورتها المفزعة الرهيبة فلم تتحمل المنظر وهناك من قال أنها أبصرت يوم الدينونة وقد انقلبت الأوضاع وجلس المسيح على كرسيه يدين الشعوب واذا بيلاطس يأتي أمامه مرعوبا مرتعدا مصفدا ...
قد يكون هذا أو ذاك أو غيره إن الذي يهمنا من حلمها هو الأثر الذي تركه فيها كامرأة حساسة ورعة تجاه من كان تقياً باراً وبريئاً .
لقد وجه الله ذلك الحلم لكي يضيف شهادة دامغة على براءة ذلك الشخص الذي كان يحاكم لاجل الحقيقة التي أعلنها ، وقد أدركت مسؤليتها الخطيرة وقدمت التماسها ، وحتى ان كان زوجها الذي كان مقتنعاً أيضاً ببراءة المسيح ، قد سلمه أخيراً ليصلب .
امنت كلوديا بالمسيحية وقد أيد ذلك العلامة اوريجانس وانضمت الى كنيسة المسيح في روما وأضحت واحدة من القديسين وأهل بيت الله .
كم مرة أهين المسيح فهل نجد من يرفع صوته مثل كلوديا احتجاجاً ؟
كم مرة وقف المسيح ليحكم عليه من قبل الناس فهل نجد من يُسمع كلمة دفاع واحدة ؟
كم مرة صمتنا عن الشهادة معتذرين بأننا لا نستطيع مناهضة التيار الجارف ؟
كم مرة حاولنا اسكات الضمير بأن كلمتنا لن تجد من يصغي إليها وستذهب مع الهواء هباء؟
لنتذكّر امرأة بيلاطس فنجد أسباباً كثيرة لشجاعة الشهادة وقوتها وعظمتها وروعتها ...

«إياك وذلك البار ...» 1966822_1458578487705465_1043747072_n

«إياك وذلك البار ...» 1966822_1458578487705465_1043747072_n

زائر

زائر

» البار سعد سليمان
» اخنوخ البار
» البار سيرافيم ساروف
» القديس البار باخوميوس الكبير
» البار سيرافيم وخادمته "ميشا"