وردني من لحظاة رسالة من الشيخ محمد غزالي
من السعودية تعليقاً على صورة المسيح
على الصليب يقول نحن لا نقبل إكرامكم للصليب
الذي تقولون إن المسيح صلب عليه وكيف تعبدون خشبة ؟
نحن لا نعبد الصليب ولكننا نقدس الصليب
لأنه أعظم علامة لمحبة الله لنا.
أما موضوع هذه المحبة فيتلخص في سقوط الإنسان
في الخطية بغواية إبليس، والله دبر خلاصه
بالصليب بتجسده وأصبح الصليب وسيلة للغفران والتقديس
ومتى تطهر الإنسان وتقدس أمكنه أن يتعايش مع الله القدوس
في سمائه في الحياة الأخرى.
وهي حكمة الله أن يتمم خلاص العالم بالصليب كما معلمنا بولس
الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور
لمجدنا التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر .
لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد (رسالة كورنثوس الأولى 8،7:2
ستجد النص الكامل للكتاب المقدس
والصليب بهذا الخلاص يحمل أسراراً كثيرة لقوة الله
إذ به هزم الشيطان والموت والخطية والهاوية
والعبودية وهذا سبب محبتنا للصليب وتقديسنا له.
أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب يسوع المسيح .
بل إن الصليب له أهمية كبيرة في حياتنا، وعلامته
وقوته لا تفارقنا ليلًا ونهاراً إذ نحن لا نبدأ عملًا إلا برشم الصليب
ونرشم علامته على ما نأكله وما نشربه ونرشمه قبل ومن وعند استيقاظنا
ونرشمه لحلول البركة ولطرد الشياطين والأفكار الشريرة
وإخماد الشهوات والميول الشريرة والإنفعالات الخاطئة
ولإبطال مفعول السموم والميكروبات التي لا نعرف مصدرها
ونرشمه في مواجهة المخاطر والأماكن الموحِشة.
والصليب في عمومه منهج لحياتنا في احتمال الآلام والمضايقات والاضطهادات .
ويعتبر مصدراً للتعزية وبلسماً لنا في كل هذه وبقدر ما نتأمل في الصليب
بقدر ما تنكشف أعماق محبة الله لنا وتزداد محبتنا له.
لذلك نحن نمجد الصليب ونتمسك به وندقه على أيدينا
ونلبسه على صدورنا ونضعه على قبورنا وهو علم كنائسنا.
وكل البركات والنعم الموجودة في الصليب ينالها المؤمن
بالاختبار والممارسة بإيمان ومن يدركها لا يسعه إلا أن يقول مع معلمنا بولس :
وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح
الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (1كو24،23:1)
وتقديسنا نحن للصليب يشبهه تقديس أفراد مجتمعكم للكعبة
إذ يرون فيها عملًا إلهيًا وبركة لذلك يطوفون حولها ليأخذوا بركتها وينالوا رضوان الله.
وهم يفتخرون بالكعبة كشيء مقدس ولربما يتزين البعض منهم بأشكال ذهبية أو فضية لها .
الاب فادي الاشقر