لو جاء يسوع في هذه السنة" 2014" ؟
كانت العروس تستعد ليوم عرسها و كان العرس غريبا لأن العريس مسافر و سيرجع في يوم العرس ،
و لكنه لم يَصل على الطائرة ،
و بدء الناس يتململون في المطار حتى تركوها وحيدة تنتظر وتنتظر أما هي فكانت واثقة أن عريسها
سيصل الى العرس لأنها كانت تحبه .
و بعد ساعات قليلة و صلت الطائرة ووصل العريس و فرح جدا عندما وجدها تنتظره بثقة.
ماذا لو جاء يسوع في هذه السنة ؟ العالم الذي نعيش فيه اليوم و من ضمنه المسيحيون المؤمنون
و رجال الدين و الخدام الخ... يحسب حساب لكل شيء الا لمجيء المسيح .
كم واحد منّا يخطّط : أنا ماذا سأفعل اذا جاء المسيح في سنة 2014 ؟
قرأت في رسالة تسالونيكي الأولى الإصحاح 5 ما يلي :
واما الازمنة و الاوقات فلا حاجة لكم ايها الاخوة ان اكتب اليكم عنها "
لا نكم انتم تعلمون بالتحقيق ان يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء...الخ"
ماذا لوجاء العريس في سنة 2014 ؟ النص يكلمنا عن الانتظار ،
البعض يعتقد أنه يجب أن نذهب مثلا الى البرية و ننتظر الرب في المغاور و الوديان و هذا خطأ فادح .
نحن نقدر أن ننتظر الرب من خلال حياتنا اليومية و من خلال العبادة الحقيقية ،
نستطيع أن نعيش بصورة طبيعية و في نفس الوقت ننتظر الرب ،
نستطيع أن نعيش روح الانتظار كما تقول كلمة الرب في رسالة تسالونيكي الأولى الإصحاح الأول العدد 9
( رسالة تسالونيكي كلها تتعاطى بموضوع مجيء المسيح ) :
" لأنهم هم يخبرون عنا اي دخول كان لنا اليكم و كيف رجعتم الى الله من الاوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي
و تنتظروا ابنه من السماء الذي اقامه من الاموات يسوع الذي ينقذنا من الغضب الاتي . "
الموضوع في سنة 2014 ليس موضوع هل الناس ستعبد الله أم لا ؟
أكيد كل الناس ستعبد الله و لكن هل بطريقة صحيحة أم لا ؟
الكنيسة تنتظر المسيح ، نحن فعلا نعيش بروح الانتظار ونعبد الرب العبادة الحقيقية !!!
ما معنى العبادة الحقيقية ؟ هي أن تأتي الى الرب و تتعبّد له . ما معنى أن تتعبّد للرب ؟؟؟؟
هي أن تعطي للرب حقّه في حياتك ، هي أن يكون الرب حي وحقيقي في حياتك ،
هي أن تعيش شركة معه بشكل دائم و لا تنقطع خلال النهار ، هي أن يكون المسيح مخلص لك ،
و بالتالي العبادة هي أن تعيش بحضور الرب في كل لحظة من يومك ،
أن تعيش بمحضر الرب وأن تشاركه همومك و سعادتك . هناك أيضا أوقات مخصّصة للعبادة ،
و هي في آخر النهار أن تُعطي للرب وقت خاص ، وأن تُصلي في مخدعك ،
و تتكلم مع الرب و ترتل له أو أن تكون في الكنيسة .
كم جميل أن يأتي المسيح ليأخذنا إليه فيجدنا في مخدع الصلاة ،
أو أن يأتي يوم الأحد الساعة العاشرة ، فيجدنا في الكنيسة .
هل فعلا نعيش حياة انتظار كهذه؟ هل نحن جاهزون لهذا اللقاء ؟
فلنعاهد الرب اليوم أنه إذا أتى في هذه السنة سنكون بانتظاره .
الأمر الثاني الذي تعيشه الكنيسة بانتظار المسيح هو في الكنيسة المُبشّرة .
المسيح أوكَلَنا على إنجيله و كنيسته. ما أجمل الكنيسة التي تعيش في البشارة ،
أعظم رسالة في الكون أن الله ظهر في الجسد ، الله ترك السماء و أتى ليُبشّرنا بالخلاص .
هل نحن نعيش اليوم ككنيسة مُبشّرة ؟ أم اننا نخجل بالمسيح ؟
من يستحي بالمسيح هنا سيستحي المسيح به في السماء .
اذا جاء المسيح في هذه السنة ووجدنا نخدمه ونُبشر باسمه سيضمّنا الى صدره و يقول لنا تعالوا
يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم . كم من أشخاص آمنوا في هذه السنة
بسبب الخدمات التبشيرية التي يمارسها خدام المسيح في العالم ،
عبر الإنترنت و التلفزيون و الاجتماعات الخ..
كل واحد منا يستطيع أن يُبشر ويُخبّر عن الرب يسوع لأن مجيئه صار على الأبواب ،
فتكون ال 2014 آخر فرصة لنا بأن نبشر. فلنعاهد الرب أن ننتظره من خلال البشارة .
أما الأمر الثالث هو أن ننتظر الرب من خلال الخدمة العملية ،
(كما قال بولس في رسالته الأولى الى أهل تسالونيكي في الإصحاح الثاني) .
فلنكن واقعيين في حياتنا ، لو بعد كل وعظة نقرؤها أو نسمعها نتغير 180 درجة
و نغير حياتنا فهذا رائع و لكن الوضع ليس هكذا .
فالخدمة فيها صبر و تعب ، الخدمة فيها أشخاص لا يقدّرون العمل ،
لا بل يجعلوننا أضحوكة و يقولون من هذا الذي يكتب عن المسيح ؟ وما أدراه بتعاليمه ؟
و كأنهم امتلكوا المسيح و كنيسته لأغراضهم و أهوائهم الشخصية و نسوا أن المسيح أتى للجميع .
و الخدمة فيها أشخاص لا يحترموا وقتنا و تعبنا . المسألة ليست هل سنخدم ؟
بل كيف سنخدم المسيح في سنة 2014 ؟ هل نخدم بروح الطاعة للمسيح أم بروح الأنانية ؟
بروح الأنا ؟ يقول بولس " اذ كنا حانّين اليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط
بل أنفسنا أيضا لأنكم صرتم محبوبين إلينا " كيف سيراني الله أخدم ؟
تماما كما فعل الرسول بولس الخدمة بروح المحبة و الحنان.
أخيرا أقول للرب أننا سننتظره في هذه السنة و نقول له أننا سنتغير كثيرا ونستعد لملاقاته .
تصوّروا أن يأتي العريس الى عروسه في يوم العرس و يجدها مثلا في ثياب بالية غير مستعدة لملاقاته ؟
الرب يدعونا أن ننتظره ، كيف أنتظر الرب ؟ بالقداسة ، بالسلوكية ، بالمحبة الى إخوتي ،
بالخدمة كما هو يريد . ماذا لوجاء يسوع في عام 2014
هل سيجدك تنتظر أم سيجدك في الصيد أم في البحر أم في التزلج أم في سهرات الليل ؟
تستطيع أن تنتظره و أنت تمارس حياتك اليومية بشكل طبيعي و لكن أن تشاركه في كل تفصيل من حياتك اليومية هذه .
ماذا لوجاء و سألك عن قداستك و خدمتك ؟
قل له يارب أنا سأعيش هذه السنة حياة الانتظار والسهر و الاستعداد .
سأنتظرك ، وانا مستعد لملاقاتك ، أنا أكرس حياتي كلها لك .
أعاهدك أن أعيش هذه السنة بخدمتك .
آمين