الحرية في المفهوم المسيحي!
************
"روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق و للعمى بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية" (لو 4: 18)
*****
1 - مفهوم الحرية المسيحية وسماتها!
الحرية هي التزام وانضباط وممارسة مسؤولة للأدوار الموضوعة. وحريتي تنتهي عندما تبدأ حقوق الآخرين. بمعنى أن كوني حرا
لا يعني بأي حال من الأحوال أن أسيء إلى الآخرين أو أن أعتدى على حقوقهم، فهنا يكون الأمر تعديا واستبدادا لا حرية.
والحرية ليست هي الأنانية والتمحور حول الذات وإشباع الرغبات كما يحلو لنا، فالحرية الحقيقية في المسيحية هي:
- التحرر من عبودية الخطية وشهوات الجسد
- إنطلاق النفس لتصنع الخير بلا قيد من قيود الجسد
- التحرر من عادات وممارسات لا تليق بأولاد الله
***
يدعونا بولس الرسول قائلا:
"فاثبتوا اذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها و لا ترتبكوا ايضا بنير عبودية" (غل 5: 1)
فلنثبت في الحرية لأن ثمنها دم المسيح الذي حررنا من عبودية إبليس والعالم والجسد.
"الحرية تعني التحرر الداخلي من العبودية مثل عبودية الخطية
أو عبودية الذات أو العبودية للخوف فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها و لا ترتبكوا أيضا بنير عبودية" (غلاطية 5: 1)
الحرية في مفهومها السياسي والاجتماعي تركز على الديمقراطية والمساواة والوقوف ضد الظلم والحرمان و العنصرية وان كانت المسيحية تدعو إلي ذلك لكن في المسيحية الإنسان خلق حرا علي صورة الله ومثاله نجد إن ذلك يعني حرية الاختيار وحرية الفعل. الحرية من ثمار قيامة المسيح القائم ومن ثمر الروح القدس داخل الإنسان "فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يوحنا 8: 36).
بقيامة المسيح وهبنا الحرية من عبودية الخطيئة والموت والخوف إعطانا الرب القائم إن نختار بين الخطأ والصواب ووهبنا القوة لتنفيذ اختيارنا بسهولة بنعمة الروح القدس العاملة فينا.
- "هكذا تكلموا وهكذا افعلوا كعتيدين إن تحاكموا بناموس الحرية" (يعقوب 2: 12).
- "كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله" (1 بطرس 2:16)
- "واما الرب فهو الروح و حيث روح الرب هناك حرية"
(2 كورنثوس 3: 17).
- "فأنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا" (غلاطية 5: 13).
***
أن إنكار الذات هي الفضيلة، لذلك فأهم القيود التي تعطل الحرية الداخلية هي:
- عبودية الخطية:
"كنتم عبيدا" للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها، وإذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيدا "للبر".
- عبودية الذات:
الحرية الحقيقية هي تحرر الإنسان من نرجسية ذاته،
إلى الاهتمام بالرب يسوع وحفظ وصاياه، ومحبة الآخرين.
- عبودية الخوف:
"إذا يا أحبائي لم نأخذ روح العبودية أيضا للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الأب .. الروح نفسه أيضا يشهد
لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 15:8،16).
***
نمارس حريتنا الحقيقية!
من خلال اتحادنا بالمسيح في شركة الأسرار الإلهية.
من خلال مركزنا كبنين عند ألآب فنحن في المسيح أبناء.
الانقياد بالروح إذ أن الحرية هي ثمرة من ثماره.
"لا تصيروا الحرية فرصة للجسد" (غل 13:05)
عدم استغلال هذه الحرية لمصلحة الجسد بل لمصلحة الروح.
الله يحترم حرية الإنسان لأنه يحبه، والمحبة الحقة تحترم حرية المحبوب، والحب لا يفرض فرضا وإلا لم يعد حبا بل عبودية، والله
لم يرد عبيدا بل أبناء، وهو يريدنا أحرارا نتمتع بالشركة معه، وهذا ما فعله معنا بالصليب والقيامة، إذ حررنا من كل عبودية وأعطانا الغلبة والنصرة بقيامته.
ان الله يحبك ويريد لك الحرية والتحرر من الخطية فاثبت انك ابن حقيقي للمسيح وتحيا حياة القيامة بتركك للخطية والتحرر من العبودية للشهوة والأشياء لتكون شخصية قويه بنعمة المسيح القائم من بين الأموات.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †