الدم والماء!
******
هما معا سر استبدال الموت بالحياة في الاغتسال بالماء الحي الخارج من جنب المسيح الميت إذ حين ندفن مع المسيح في المعمودية نقوم معه متحدين به فتكون لنا حياة (رو 3:6-5).
والروح القدس هو الذي يوحدنا بالمسيح في موته وقيامته عند نزولنا وخروجنا من الماء.
وذلك بعد الإنفكاك من أسر العبودية للخطية بالفداء بسر الدم الذي نبع من جنب المطعون أي من الذبيحة الحية.
وأغسطينوس شبه رقاد آدم ليصنع الله من ضلعه حواء،
بموت المسيح على الصليب لتولد الكنيسة من جنبه المطعون.
لأنه لما علق المسيح على الصليب ومات وصار بلا حياة شابه آدم الراقد في سبات.
ولما طعن في جنبه خرج دم وماء وهما السران الرئيسيان اللذان بنيت بهما الكنيسة التي هي حواء الجديدة (المعمودية والإفخارستيا).
ونلاحظ أنه في العهد القديم كان الماء يستخدم لغسل الأدوات والآنية والأجساد للتطهير،
والدم كان يرش للتطهير, لكن التطهير في العهد القديم كان للجسد من الخارج،
أما الدم والماء اللذان خرجا من جنب المسيح فهما للتطهير والتقديس الروحي الداخلي، حتى الضمير.
والماء صار ماء للمعمودية لغسل الخطايا بل للدخول لملكوت الله
(يو 5:3).
ونلاحظ أن يوحنا وضع الدم قبل الماء لأنه يجب الإيمان والاعتراف بالدم المسفوك على الصليب قبل المعمودية.
ومن رسالة معلمنا يوحنا الأولى (1 يو 8:5) نجد أن هناك ثلاث شهود هم الماء والدم والروح.
الروح الذي يعمل في الماء في
سر المعمودية، والروح الذي يحول الخمر إلى دم في الإفخارستيا.
والروح القدس بعمله في المؤمنين بعد أن يلدهم من الماء ويعطيهم حياة وتقديس في الإفخارستيا
ويكرسهم ويخضعهم لله في سر الميرون يشهد في حياتهم للمسيح.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †