غضب ٌ ... لا .. اشمئزازٌ ... لا ... مرارة بقدر مساحات الدنيا ... ايضاً لا...
إنّه شعورٌ لا يوصف ... لي فترة أحاول أن أفسّره ، فتعاندني التفسيرات ...
مسلسلٌ يعود ليقضّ مضاجع من لا ناقة لهم بها ولا جمل ... مسلسلٌ يفرض نفسه بعنجهيّة
المقت البغيض ليسرق سلام من لا ينادون الا بالسلام ...
البشر ... الشيوخ ... النساء .. الأطفال .. هم يكدّون ويرزحون تحت لقمة عيش ، هي تهرب
منهم وكأنّها مع الوحش عليهم ... لا شكوى .. لمن يشكون ؟ ألأناسٍ سدّوا آذانهم عن واقع
حالٍ وكأنّهم يعيشون في الفضاء .... هذه التسمية الّتي تليق بهؤلاء .. عذراً لن أسميَهم ..
فقلمي يأبى أن يذكر الا اسماء الشرفاء ... هم مخلوقات فضائيّة ولكن ليس كمن يزوروننا في
هدأة ليالينا ... يلقون التّحيّة ويمضون .. ولكنّهم - أي هؤلاء - يرخون بثقلهم على أكتافنا
وينسون أنّهم لولانا لما كانوا في عداد من يلقون الآن الخطابات ، ويستنكرون ، ويتهمون ،
ويثرثون ، وبالزيادة ايضاً ولسخرية القدر ، الدمع يذرفون ...
عذراً منك وطني ، عذراً منكم يا من كنتم البارحة كما الآن تملأون الدنيا بضجيجكم ،
بضحكاتكم ، وحتى ببكائكم او شكواكم ، عذراً منكم ، فلم نعد نحن في قلب وطننا الشريان
النّابض بالحقّ بالحريّة بالأمجاد ، بل أصبحنا الوطن برمته ننتظر النّعي على أرصفة هؤلاء ...
والبقيّة تأتي .. إن كان في العمر بقيّة او كما يشاء هؤلاء ...
بقلمي النّازف لا دماً بل وطناً هو الكبرياء
- سعاد غزال جعلوك -