كم من الناس يبكون دموعاً مرة على تلك الساعة
التي وافقوا عليها لأول مرة على خطيئة معينة.
فمن ذلك الوقت أصبحوا عبيد خطاياهم.
فلا يعلمون ماذا يريدون، بل العكس يفعلون.
وكثيراً ما تبدأ عبودية الشر في الإنسان بواسطة التقائه
بصديق شرير أو قريب مضل، الذي يجربه لفعل الخطية .
وهوذا ضميرك قد شعر، أن وراء هذه التجربة عملاً غير لائق وخوف الله
الساكن في ذهنك وصورة والديك قدام عينيك، تخبرك أن الخطية هي خطية.
ففيك يوجد معارضة للشر. فمن يتفوق؟
الله ومشورة والديك من جهة، أو المجرب والخطية من جهة أخرى؟
إنك واقف في مصارعة بين الله والشرير فانتبه حالما يقدم لك الناس
مالاً أو هدايا، لأجل قبول آراء وفعل أعمال سيئة، فاهرب منهم.
فإنهم لكاذبون برسمهم أمامك التعاون والصندوق
المشترك، لأن غايتهم استغلالك مالياً وروحياً وجسدياً.
إنهم لا يحبونك، بل يقصدون مواهبك وكنوزك ونفسك وجسمك.
اهرب منهم سريعاً لأنه رغم وعودهم الضخمة
فليس فيهم رحمة. لأن المجرب نفسه، ساكن فيهم.
وإذا جاء المنافقون لتعمل معهم ظلماً بآخر، باستهزاء وحيلة أو عنف
وقتل، فاهرب منهم هرباً مضاعفاً عن هربك لو كان إضرارهم بك شخصياً.
لأن من يضر إنساناً آخر يضر الله، الذي خلقه ويحبه.
ومن يكمن لمسكين ليقتله أو يسيء إليه، فكأنما خنق نفسه.
لأن غضب الله يلحقك، لأجل أفعالك الشريرة.
فما أبشع الذي يسيء للآخرين، ليربح شيئاً فانياً.
فهذا الظالم اختار الشرير شخصياً وترك الله الذي هو المحبة.
ولا بد أنك لا تسكن السماء، بل الأرض المفعمة
بالتجارب واحذر، لأن ربك أعطاك إرادة قوية وضميراً حياً.
واطلب إلى الله المحب أن يمنحك حكمة، لتدرك كل تجربة مسبقاً.
وأن يعطيك العزم والقوة، لتترك الشر رأساً وأبداً.
والأفضل أن تترك الأصدقاء الفاسدين، من أن تفسد شخصياً :
قل من تعاشر فأقول لك من أنت .
اطلب من ربك أصدقاء، يطلبون مثلك القداسة ويعيشون في مخافته.
إن زملاءك يلعبون دوراً كبيراً في حياتك. فاختر أصدقاء أمناء.
واقرأ معهم الكتاب المقدس، فتعرفون الله وأنفسكم وخلاص ربكم، وقوة نعمته وشركة لطفه.
الصلاة :
أيها الله القدوس، أشكرك شكراً كبيراً، لأنك منحتني ضميراً حياً، وقدوة صالحة في والديّ.
وإنجيلك ينورني، اغفر لي إن وافقت على تجربة. وطهرني نفساً وجسداً، لأتقدس حقاً.
امنحني إرادة ثابتة لكيلا أوافق على خطية ما.
واعطني الحكمة لأستطيع القرار ما هو صالح وما هو شرير.
ومن هم الأصدقاء المخلصون ومن المضلون اجمعني
مع الذين يحبون كلمتك ويخدمونك بفرح.