نعمة الكمال
كونوا كاملين, كما أنّ أباكم السماويّ كامل (متى ٥ : ٤٨)
ويحنا, يا رب, أن تزجنا في مهمة لا نستطيع عليها.
أبهذا القدر من الثقة وبهذا الدفع من التشجيع تعاملنا
وتنصب لنا في حياتنا الآب السماويّ مثالا؟
ولو جاهدنا الحياة كلها, لماصرنا كاملين ذرّة واحدة من كمال الآب.
ولكنك تعلمنا الكمال وتنصحنا به.
فطريقنا إلى مطلبك طويل وشاق, نسعى وراءه طوال حياتنا.
ونستكمل السعي في الحياة الأخرى, عندك, يا ربّ, في ظلِّ محبة الآب اللامتناهية.
نعمة الصلاح
أنتم ملح الأرض.
فإذا فسد الملح فبماذا يُعادُ إلى ملوحته؟
إنه من بعد لا يصلح لشيء. (متى ٥ : ١٣)
يا ربّ, أنصلح بعدُ لأي شيء في حقل مقاصدك؟
لقد غلبتْ التفاهة على كلامنا, وطغتْ السطحيّة على أفكارنا
وهمدت المحبة في قلوبنا. فمن أين لنا أن نكون ملح الأرض؟
إرشادك, يا ربّ, ملحٌ للأرض التي فسدت
حمّلنا هذا الملح, وأرسلنا في ربوع أرضك لإصلاحها..
نعمة النور.
أنتم نور العالم... فليضيء نوركم قدّام الناس ليروا أعمالكم الحسنة
ويمجدوا أباكم الذي في السماوات. (متى ٥ : ١٤ - ١٦)
أحقا قلتها فينا, يا ربّ ؟ ظلمة نحن, يا ربّ.
عتمةٌ تطبق على قلوبنا, وحلكة تخيّم على أذهاننا.
وديجور يطمس معالم طرقنا.
فمن أين لنا أن نكون نورا؟
يا ربّ, بنورك نعاين النور, وبنورك نصلحُ بأن نكون نور العالم..
نعمة القوة
إن عثـّرتك عينك اليمنى فاقلعها وألقها عنك بعيدا...(متى ٥ : ٢٩ - ٣۰)
معاثر كثيرة تحيق بنا.
معاثر لأعيننا, ومعاثر لأيدينا.
قوّنا, يا ربّ, على تجنبها والتغلب عليها.
فإننا نودّ أن نبصر سُبلك بعيننا اليمنى واليسرى.
فحوّطنا, يا ربّ, بستر جناحيك.
وشدّد عزيمتنا بيدك القديرة. فنقوى على المعاثر كلها.
نعمة المحبة
حبوا اعداءكم.
أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم, وصلوا لأجل الذين يضطهدونكم
لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات:
فإنه يُطلع شمسه على الأشرار والصالحين
ويمطر على الأبرار والظالمين. (متى ٥ : ٤٤ - ٤٥)
محبتك أنت يا الله لا حدّ لها, ولا يحصرها عدم استحقاق البشر
أو رفضهم لك. محبّتك يا ربّ تشمل الجميع, ولو كانوا أشرارا.
وقد ضحّيت بذاتك لتُعِدّ للجميع سبل الخلاص.
ما من محبةٍ أعظم من هذه:
أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه.
وقد اخترت أن تفدي البشرية بإرسال إبنك الوحيد
الذي تجسّد ومات على الصليب فداءً للعالم
لتظهر مدى محبتك لنا.
أحببت الجميع, يا إلهي, حتى أعداءك.
لولا حبُّك أنت, لما صحّ قولك:
"أحبوا أعداءكم". ولولاك لما كان هذا من المستطاع عندنا
أن نفهمه وأن نقوم به. فعساك, يا ربّ, أن تمنحنا قبسةٍ من محبّتك الشاملة.