للأمل روح اخرى :
سألت أختها : كم ورقة على الشّجرة ؟
.. فأجابت الأخت الكبرى :
لماذا تسألين يا عزيزتي ؟
قالت الطّفلة المريضة :
لأنّي أعلم أنّ أيّامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة .
هنا ردّت الأخت وهي تبتسم :
إذن سنستمتع بحياتنا ونفعل كلّ ما نريد .. !!
مرّت الأيّام والأيّام والطّفلة المريضة تستمتع بحياتها مع أختها ،
تلهو وتلعب وتعيش أجمل طفولة .
تساقطت الأوراق تباعاً ، وبقيت ورقة واحدة ،
وتلك الطّفلة المريضة تراقب من نافذتها هذه الورقة ظنّاً منها أنّه في اليوم الذي ستسقط فيه الورقة
ستنتهي حياتها بسبب مرضها .. !
ٱنقضى الخريف ،
وبعده الشّتاء ومرّت السّنة ، ولم تسقط الورقة . والفتاة سعيدة مع أختها ،
وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد ،
حتّى شفيت تماماً من مرضها .
ٱستطاعت أخيراً أن تمشي بشكل طبيعيّ ،
فكان أوّل ما فعلته ، أنّها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط من على تلك الشّجرة .
فوجدتها ورقة شجيرة بلاستيكيّة مثبّتة جيدا على الشّجرة !! .
. فعادت مبتسمة ، بعدما أدركت ما فعلته أختها لأجلها
.. الأمل روح أخرى ، إن كنّا فقدناها فلا نحرم غيرنا منها .
نحن نعيش لكي نرسم ٱبتسامة ، ونمسح دمعة ، ونخفّف ألما ً.
ولأنّ الغد ينتظرنا والماضي قد رحل ،
وقد تواعدنا مع أفق الفجر الجديد .
نحن نعيش لأنّ هناك من يستحقّ أن نقف معه ،
ونفرح معه ، ونبكي معه ، ونضحّي من أجله .
نحن نعيش لأنّنا غداً سنموت
.. وسنرحل ونهاجر ، وسيبكينا من أحبّنا ،
وتبكينا اللّيالي التي عشنا معها طويلا
.. فلتبقى أسماؤنا في صفحات الأيّام
.. وتبقى حروفنا منقوشة في دفاتر الذّكريات .