"وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ قَالَ:
«ٱهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لَا تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ،
وَلَا تَقِفْ فِي كُلِّ ٱلدَّائِرَةِ.
ٱهْرُبْ إِلَى ٱلْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلِكَ».
(اَلتَّكْوِينُ 19:17 )
قد يضن البعض ان الهرب هو تعبير عن الجبن والتخاذل.
بل العكس احيانا يعني قمة الحكمة والشجاعة
فالانسحاب باللغة العسكرية هو احد صفحات القتال.
فعندما تكون الدائرة حولك منتهى الفساد
وتسود عليها الخطية فبقائك يعني الهلاك.
هنا اهرب لحياتك وحياة عائلتك.
قد لا ينفع التحدي ولا ينفع الإصلاح.
فقط اهرب لحياتك.
حياتك ليس مكان.
حياتك هي في بقاء واستمرار العلاقة مع الله.
هو حياتك.
المسيح هو الحصن المنيع
والأمين يركض له الصديق
ويتمنع من الخطية.
اهرب لحياتك عندما ترى من حولك
يقودك بعيدا عن المسيح.
وانت تركض بتجاه الحصن لا تنظر للوراء.
لا تنظر للمغريات للمشتهيات للامتيازات.
حياتك هي أسمى من كل هذا.
كن شجاعا واهرب لحياتك .
لا تنظر الى ورائك ولا تقف في كل الدائرة.
من ماذا اهرب؟
من الخطية. هناك ثلاث مصادر للخطيئة.
من داخلي الخطيئة الساكنة في،
الطبيعة الخاطئة وهي مجموع الشهوات
والرغبات الجسدية"لطَّبِيعَةُ الجَسَدِيَّةُ تَشْتَهي ضِدَّ رَغَباتِ الرُّوحِ،
وَالرُّوحُ تَشْتَهي ضِدَّ رَغَباتِ الطَّبِيعَةِ الجَسَدِيِّةِ.
فَكُلٌّ مِنْها يَشْتَهي بِعَكْسِ الآخَرِ.
وَهَكَذا لا تَستَطِيعُونَ أنْ تَفعَلُوا ما تُرِيدُونَ.
(الرِّسالَةُ إلَى غَلاطِيَّة 5:17 )
وهذه تجعلني افعل ما لا اريد
وكي اهرب من ضغوط الطبيعة الجسدية
علية ان قمع جسدي بقوة الروح القدس
الساكن في بعد الايمان
اسمح لعمل الروح القدس
من خلال وسائط النعمة
التي هي الصوم والصلاة وشركة المؤمنين
وأشغال فكري ومشاعرك بكل ماهو روحي
كالتأمل في كلمة الله والشهادة عنه لغير المؤمنين.
"لأنَّهُ لَمّا كُنّا في الجَسَدِ كانتْ أهواءُ الخطايا
الّتي بالنّاموسِ تعمَلُ في أعضائنا،
لكَيْ نُثمِرَ للموتِ.
وأمّا الآنَ فقد تحَرَّرنا مِنَ النّاموسِ،
إذ ماتَ الّذي كُنّا مُمسَكينَ فيهِ،
حتَّى نَعبُدَ بجِدَّةِ الرّوحِ لا بعِتقِ الحَرفِ.
(روميَةَ 7:5, 6 )المصدر الثاني هو العالم.
"لا تُحِبّوا العالَمَ ولا الأشياءَ الّتي في العالَمِ.
إنْ أحَبَّ أحَدٌ العالَمَ فلَيسَتْ فيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.
لأنَّ كُلَّ ما في العالَمِ:
شَهوةَ الجَسَدِ، وشَهوةَ العُيونِ،
وتعَظُّمَ المَعيشَةِ،
ليس مِنَ الآبِ بل مِنَ العالَمِ.
والعالَمُ يَمضي وشَهوتُهُ،
وأمّا الّذي يَصنَعُ مَشيئَةَ اللهِ فيَثبُتُ إلَى الأبدِ.
(يوحَنا الأولَى 2:15-17 )
اهرب لحياتك من العالم والأشياء التي في العالم .
العالم يحفز ويثير شهوة الجسد وشهوة العيون
ويدفعني دوما لتعظم المعيشة
اذ لا اكتفي بما عندي ،
ولا اقتنع بما الملك ،
لدية دوما الرغبة القوية للامتلاك
لا توجد حدود ونهاية للامتلاك ،
وهذا يجعلني افقد الكثير من القيم الأخلاقية والروحية
كي احصل على الأشياء الذي في العالم.
والعالم دائماً يقدم لي الإغراءات من خلال الميديا
يسوع صلى من اجلنا نحن المؤمنين:
"أنا قد أعطَيتُهُمْ كلامَكَ،
والعالَمُ أبغَضَهُمْ لأنَّهُمْ لَيسوا مِنَ العالَمِ،
كما أنّي أنا لستُ مِنَ العالَمِ،
لستُ أسألُ أنْ تأخُذَهُمْ مِنَ العالَمِ بل أنْ تحفَظَهُمْ مِنَ الشِّرّيرِ.
لَيسوا مِنَ العالَمِ كما أنّي أنا لستُ مِنَ العالَمِ.
قَدِّسهُمْ في حَقِّكَ. كلامُكَ هو حَقٌّ."
(يوحَنا 17:14-17)
"لأنَّهُ قد ظَهَرَتْ نِعمَةُ اللهِ المُخَلِّصَةُ لجميعِ الناسِ،
مُعَلِّمَةً إيّانا أنْ نُنكِرَ الفُجورَ والشَّهَواتِ العالَميَّةَ،
ونَعيشَ بالتَّعَقُّلِ والبِرِّ والتَّقوَى في العالَمِ الحاضِرِ،"
(تيطُسَ 2:11, 12 )
الشيطان هو المصدر الثالث للخطيئة.
ابليس يستخدم جسد الخطية
وايضاً يستخدم العالم ليبتلع الناس
اهرب لحياتك بمقاومة ابليس فيهرب منك
اهرب لحياتك باليقظة والسهر بالاتصاق بالرب
"اُصحوا واسهَروا.
لأنَّ إبليسَ خَصمَكُمْ كأسَدٍ زائرٍ،
يَجولُ مُلتَمِسًا مَنْ يَبتَلِعُهُ هو.
(بُطرُسَ الأولَى 5:8 )
اهرب لحياتك من الانعزال والقلق والكآبة
بالشركة المقدسة مع الرب ومع المؤمنين
اهرب الى كنيسة حية جسد حي
رأسه يسوع يقوده بالروح القدس
هناك تجد الشفاء والمتعة بالامتلاء بروح القدس
تجد الفرح الحقيقي تجد محبة الأخوة المضحية
تجد الخدمة الحقيقية
هناك تتخلص من كل ملل وقلق وحزن
بالصلاة والتسبيح والفرح السماوي
بربح الخطأة للمسيح
هناك تختبر الحضور الهي المجيد.
"ولا تسكَروا بالخمرِ الّذي فيهِ الخلاعَةُ،
بل امتَلِئوا بالرّوحِ،
مُكلِّمينَ بَعضُكُمْ بَعضًا بمَزاميرَ وتسابيحَ وأغانيَّ روحيَّةٍ، مُتَرَنِّمينَ ومُرَتِّلينَ في قُلوبكُمْ للرَّبِّ.
شاكِرينَ كُلَّ حينٍ علَى كُلِّ شَيءٍ
في اسمِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، للهِ والآبِ.
خاضِعينَ بَعضُكُمْ لبَعضٍ في خَوْفِ اللهِ.
(أفَسُسَ 5:18-21 )ا
هرب لحياتك من الضياع من الحياة الغير مهدفةان تعيش بدون هدف روحي او أخلاقي
فانت في ضياع
ان تعيش لأهداف ارضية عالمية أيضا ضياع
لا تكن مثل الابن الضال ترك ابوه
ليبحث عن هدف لحياته ليشبع رغباته
لكنه ضاع وعندما عاد
اكتشف انه كان ضالا فوجد كان ميتا فعاش.
اعظم هدف يمكن ان يحصل عليه الانسان المؤمن
هو ان يطلب ملكوت الله وبره
ولا يشاكل أهل العالم
الذين يطلبون ملكوت ارضي شيطاني
"
لكن اطلُبوا أوَّلًا ملكوتَ اللهِ وبرَّهُ،
وهذِهِ كُلُّها تُزادُ لكُمْ."
(مَتَّى 6:33 )
"أُطلُبوا الرَّبَّ، يا جميعَ بائسي الأرضِ
الّذينَ فعَلوا حُكمَهُ. اطلُبوا البِرَّ.
اطلُبوا التَّواضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُستَرونَ في يومِ سخَطِ الرَّبِّ."
(صَفَنيا 2:3 )اعظم هدف وأعظم مأمورية
هو ان تعمل لمجد الرب وامتداد ملكوته
ان تعمل سفير للمسيح
تدعو الناس تصالحوا مع الله.
"إذًا نَسعَى كسُفَراءَ عن المَسيحِ،
كأنَّ اللهَ يَعِظُ بنا. نَطلُبُ عن المَسيحِ:
تصالَحوا مع اللهِ."
(كورِنثوس الثّانيةُ 5:20 )اهرب لحياتك الى الحصن الحصين الى البرج المنيع
"اِسمُ الرَّبِّ بُرجٌ حَصينٌ،
يَركُضُ إليهِ الصِّدّيقُ ويتمَنَّعُ. "
(أمثالٌ 18:10 )
لا تهرب الى المتعة والجنس والخمر والمخدرات
انها متع وقتية ستزول بعد حين
انها ملاجئ يهرب اليها الفاشلون.
لكنها ليست حصينة بل هي مدمرة للحياة
لا تهرب للعمل كل الوقت
بحيث تفقد حياتك وحياة عائلتك.
وانت هارب لا تنسى ان تأخذ معك من تحب
عائلتك اقربائك وأصدقائك
وكل من يريد الهروب لحياته
"لكنكُمْ ستَنالونَ قوَّةً مَتَى حَلَّ الرّوحُ القُدُسُ علَيكُمْ،
وتكونونَ لي شُهودًا في أورُشَليمَ
وفي كُلِّ اليَهوديَّةِ والسّامِرَةِ وإلَى أقصَى الأرضِ».
(أعمالُ الرُّسُلِ 1:8 )
وانت هارب من كل ما سبق
لا تلتفت للوراء لا تنظر خلفك
لا تنظر لما تملك ولا لامتيازاتك
ولا حتى الناس الذين رفضوا النعمة
وفضلوا الخطية والعالم
وتبعو الشيطان هم اختارو ان يسلموا أنفسهم للدينونة
وغضب الله على فسادهم وفجورهم
لاتكون مثل امرأة لوط نظرت للخلف
فتحولت الى عمود ملح"أيُّها الإخوَةُ، أنا لستُ أحسِبُ نَفسي أنّي قد أدرَكتُ.
ولكني أفعَلُ شَيئًا واحِدًا:
إذ أنا أنسَى ما هو وراءُ وأمتَدُّ إلَى ما هو قُدّامُ،"
(فيلِبّي 3:13 )
صلي معي:
يا ابي السماوي القدوس
ساعدني كي اهرب لحياتي من الخطية
الساكنة في بقوة روحك القدوس.
اهرب لحياتي من هذا العالم الشرير
من شهوة الجسد وشهوة العيون
وتعظم المعيشة سيج حول نفسي
ضد مغريات العالم وضد مكائد ابليس
إملائي بروحك كي أحيا لك
واعمل في ملكوتك واطلب مجدك
اعني ياقدير كي أنسى ما وراء وامتد الى ماهو قدام
يا رب كن عوني كي أربح النفوس
وأكون حيث ينبغي ان اكون ،دائماً في محضرك
في كنيستك الحية المقدسة الجامعة الرسولية.
باسم ابنك يسوع المسيح لك كل الإكرام والمجد
أمين