الصوم لاينتهي بعيد الفصح، بل أن الفصح يبدأ بأحد الغفران ويصل ذروته عند انتهاء زمن الصوم الكبير .
ليس الفصح مكافأة للناجحين في مدرسة الصوم . فالقديس الذهبي الفم يقول (صمتم أم لم تصوموا افرحوا اليوم. المائدة مملوءةٌ فتنعّموا كلّكم!)
لاينال الصائم الفصح كمكافأة لصومه وصلاته . بل صومه وصلاته يصنعان فصحاً وعبوراً الى المسيح الذي تألم ومات وقام مرة واحدة والى الأبد , وهذا فعل وسعي حياة يومية .
نحن لا نقدم اعمال بر وصلاة كي ننال الفصح مكافأة لذلك . الفصح ليس حدث يأتي . إنه من الأزلية تجلى على الصليب ويعبر الى الأبدية . هو حدث في الماضي والحاضر والمستقبل . هذا انتصار الله الدائم الذي كان والكائن والذي سيكون . الفصح خارج الزمان والمكان لاتحده التواريخ لأنه فوق التاريخ . الفصح عبور دائم فينا ينقلنا من نصر الى نصر، ومن موت الى حياة. هذا حدث يومي . وليس موسم يأتي وينتهي ، وكل الليتورجيا تفاصيل .
الصلاة والصوم الحقيقي هو فصح مستمر ، لأن الصلاة والصوم هوالحضور الفعلي لمفاعيل القيامة فينا فإن لم تعيش المسيح القائم فيك لايمكنك أن تتوب وتغفر وتحب وتعطف ولا ان تترك كل شيئ وتحمل صليبك وتتبعه. لايمكنك أن تربح معركة قادمة إن لم تكن منتصراً في نفسك وعلى نفسك الآن .
القديس غريغوريوس بلاماس اختصر الزمان والمكان ، بأنه أخلا ذاته من ذاته واستسلم لحقيقة المسيح واستطاع ان يراه وجها لوجه كما رآه موسى على الجبل , وبنورالمسيح الحال فيه عاين الكامل النور . (بنورك نعاين النور ) .
يا احبتي إذا اردتم ان تصيروا فصحيين وتكون لكم قيامة حقيقية ، فهو لكم الآن وليس غداً . هذه اللحظة هي البدء الجديد الدائم .أحبوا الله بكل قلوبكم والقريب حبكم لأنفسكم . اسهروا بالصلاة والصوم والحب الامحدود وانكار الذات ، فبهذا الحب تنالون خلاصكم عنوة .
الحب اقوى من القانون ويسقط الدينونة .المحبة المسيحية الكاملة كالماء تغسل الجسد والروح وتنقي من الدنس كما قال له المجد المحبة الكبيرة تغلب الخطايا الكبيرة .
الصوم والصلاة الذي نحن فيه هو رياضة تشددنا لننتصر ونبلغ العيد منتصرين بالمسيح الساكن والقائم فينا منذو الآن.
ياقديس الله الكبير غريغوريوس ياساكن المجد الذي اشتهيت وكان لك تشفع لدي الرب الإله أن يهبنا أن نبصره في هجعاتنا ونجوانا، نحن الجياع لمراحمه والعراة الى رحماته ويعطينا أن نكون قياميين على الدوام . آمين .
من عظة الأخد الثاني
+ الأب بطرس .