لنعمل ما في وسعنا وسيعمل المسيح ما نستحيل علينا عمله!
**********
ما دمنا في الجسد لا بد لنا من غلطات وضعفات ونقائص غير إرادية.
فقوة المسيح هي القوة الحافظة لنا في كل ساعة من
وقت تجديدنا.
فهو يقوي فينا الإرادة ويجعلها كالصوان قادرة أن تصد كل فكر ضد إرادة الله.
لأنه لا توجد قوة أرضية أو جهنمية تقدر أن ترغم الإنسان لإرتكاب الخطية ما دام هو متكلا على الله
للنجاة منها.
إن المسيح لم يأت ليستر خطايانا بمعنى ليكون لنا بمثابة حق وحرية لفعلها،
بل ليعطينا نصرة مستديمة على الخطية ويعلمنا
أننا بوضع ثقتنا فيه لا يمكن أن نهزم قط.
فإن الرسول بولس في تعبيره عن الغلبة عبر عنها بوفرة وفيض فقال: "يعظم ٱنتصارنا"
(رومية 8 : 37).
وهذا ما يحقق تماما قول الرسول بولس: "ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا"
(رومية 5 : 20).
فلو ترك الانسان لنفسه لوافقنا على أن الغلبة على الخطية أمر مستحيل
ولكن الأمر لا يتوقف على ما نستطيع نحن أن نعمله بل على ما يستطيع هو.
وهل يصعب على الرب أمر ؟
ألا نستطيع بمعونة الله أن نعيش بلا خطية لحظة واحدة؟
وإذا استطعنا لمدة لحظة فلماذا لا نستطيع لمدة ساعة ولمدة
يوم وسنة؟
هل نريد أن نضع حدودا للرب؟
لا يمكن أن تكون للإنسان غلبة على الخطية ما لم ينتظر هو ذلك.
ولا يمكن أن ينتظر إنسان شيئا بالإيمان إلا ويختبره.
نحن ضعفاء ولكن لنقل مع الرسول بولس:
"أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (فيلبي 4 : 13)، "وكل شيء مستطاع
للمؤمن" (مرقس 9 : 23).
إن لم يفهم الإنسان طبيعة الخطية لا يستطيع أن يفهم طبيعة نفسه.
والأهم من ذلك فإنه لا يستطيع أن يفهم طبيعة الله ولا معاملاته
معه لأنه لا يمكن لأحد أن يقدر قيمة عمل المسيح الفدائي ما لم يختبر جرم الخطية في نفسه.
وللخطية وجوه مختلفة ولكنها تظهر بشكلين ظاهرين متميزين.
وبدون إدراك
هاتين الخاصتين، الخطية الفعلية والخطية الأصلية،
لا يمكن فهم طبيعتها ولا العلاج الذي دبره الله لها.
يقول أحد الكتاب إن الإنسان ليس بخاطئ لأنه إذا عمل الشر فما ذلك إلا لأن طبيعته هي الخطية.
فمهما دربته ومرنته لا بد وإن يخطئ لأن فيه طبيعة الخطية.
ووراء الخطية الفعلية الخطية الأصلية التي تسببها. وإذا أزلنا السبب بطل المسبب عنه ...
إن مضمون كل ما ورد في الوحي يعلمنا أن الغرض من موت المسيح لم يكن النجاة من نتائج الخطية
فقط بل الخلاص من علة الخطية أي الخطية الأصلية وهي كما يسميها الرسول بولس
"جسد الخطية" الذي يجب أن "يصلب" ويخلع "كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية"
(رومية 6 : 6). فطريقة الله ليست تقليم الغصون أو علاج الدمامل بل الرجوع لأصل العلة!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †