بين الأمس واليوم(لقاء الأحد4)

موضوع: لقاء الأحد(4) بين الأمس واليوم!!   الأحد أكتوبر 27, 2013 8:12 pm تشغيل/تعطيل الإقتباس المتعدد رد مع اقتباس نص المساهمة تعديل/حذف هذه المساهمة

لقاء الأحد(4)
بين الأمس واليوم





ولكن الآن يبتغون وطنا أفضل أى سماويا
(عب11 :16)


منذ ستون عاما رحلت أمى عن عالمنا
إستراحت بجوار المسيح
بعد صراع طويل مع مرض عضال..
ولم أكن تجاوزت العاشرة بأشهر قليلة
بكيت كثيرا ..
وإفتقدتها جدا


قال لى أبى وهو يحتضننى
أنها ذاهبة لتعيش عند يسوع
سألت
وهل ستعود إلينا
قال بعد تفكير وإختيار لكلمات توافينى بالمعنى
أثق أن من يعيش مع المسيح,, لا يرجو أن يعود ثانية لعالمنا


وإن كنت تفهمت المعنى بقدر ما يسمح به عمرى
إلا أننى ظللت بأحاسيس الإنسان وضعفاته متشوقا أن أراها ثانية




وقتها لم يغفل أبى عن ما يدور بعقلى وما يعلنه حزنى على موت أمى
فكان يؤكد لى كل يوم
أن من يترك هذه الحياة و يذهب إلى السماء ويجاور المسيح
لا يرجو أبدا أن يعود


وأن من يعيش فرح السماء الدائم
لا يفتقد أبدا  عالما مصيره العدم و الزوال
ولا يرجوه




وكبرت .. ونضج فكرى
وإستوعبت معنى الحياة والموت ..
وتفهمت قول أبى ومعناه


ورحل أبى وأخى .. بعد سنوات من رحيل أمى


ولم أعد  أسأل أحدا
فكنت عالما أين يذهب ويعيش من يغادرون أرضنا ..
ومع من يعيشون ويسعدون بالحياة الأبقى ..
........


أبنائى الأحباء ..
قصدت بهذه المقدمة أن تكون مدخلا لحديث موجه إلى أصحاب القلوب
القلوب الباكية
فى هذه الأيام الحزينة
ومنا من إفتقد الأم أو الأب
أو الأبناء والأحفاد فى عمر الزهور


كم نحن مخطئون


لا أظن بتكثيف أحزاننا أننا نكرم رحيل الأحباء الذين يفارقونا
ولا أعتبر الدموع التى ألهبت عيوننا
مقياسا عادلا
نظلم أنفسنا ونوجع دواخلنا ..
بينما العدل أن نفرح
لنوال أحباؤنا الإكليل السماوى  .
.......
ما أقوله لكم اليوم
بعد أن هزتنى فاجعة إغتيال الأبرياء الأخيرة
وقد عصف الموت بأفراحهم ومزقت الرصاصات أجسادهم
صعدت أرواحهم تصرخ إلى بارئها


لو أتيح لهم الرجوع
لما رغبوا وما طلبوا
وما رجوا




ورغم كل محبتنا  لهم
وغلاوتهم عندنا
ما رجونا أن يعودوا


هل من العدل أن يكون قياس الزائل بالخالد
والفانى بالباقى


ليس عدلا يا أبنائى
أن نبكى من لبسوا الثياب البيض
وتوجوا بالأكاليل
ليرثوا الملكوت الأبدى المعد لهم منذ تأسيس هذا العالم ..
.
أبنائى الأحباء ..
من سافروا للسماء
يعيشون ولا يموتون ..
يفرحون ولا يحزنون ..
يصحون ولا يتألمون ..




يطلون علينا فى اليوم الحزين
ليمسحوا بمنديل المسيح أحزاننا
ويكففون دموعنا


أمهات وآباء
أبناء أعزاء
أطفال فى أعمار الورود
إنضموا إلى
جوقات سمائية مع طغمات ملائكية
ينضمون إلى الجمهور السماوى  يصلنا ضيائهم ونسمع عذب ألحانهم .
.....
فرجائى ألا نبكى من سعدوا بمجاورة المسيح والملائكة والقديسين
رجائى أن نكرمهم بأفراحنا .
ونحظى بشفاعاتهم


أحبائى ..


فى رحلة أعمارنا .. كان لازما أن نبكى ربما أضعاف ما فرحنا
لكل زمان مقاله وصفحاته وأحداثه
بالأولى
أن نعرف كيف ومتى ومع من تتعلق قلوبنا وتهفو..


ترى ؟؟
هل أستطيع اليوم أن أكتب سطورا..
تمسح شيئا من هذه الدموع؟
وتضع شيئا من طيب البلسان
بداخل القلوب المتألمة
!!!!!!


أبنائى الأحباء
إغتنموا فرصة الحياة .
وقدموا الحب صادقا فى كل مراحلها..
لا تحرموا حياتكم من خيرات المحبة الدافئة
ولا من لمساتها الساحرة
فى تأليف القلوب
وإسترجاع طيباتها


لا تغيبوا الحنان عن قلوبكم
ولا تفتقدوا عناوين أحبائكم


مهما كان إبتعادهم ..وطول سفرتهم
تظل تناديكم همسات المحبة
وآذانكم تشتاق دائما لسماع نبرات أصواتهم مهما خفتت وضعفت ..
رحلوا
وتظل تذكاراتهم تناديكم
.......


فإن عاشوا طويلا أنتم السعداء ..
وإن رحلوا
كنتم الأوفياء
تشكرون وتتعزون


لا تعذبكم ضمائركم
ولا يشقيكم يوما رحيلهم للوطن الأبقى


أرجوكم
فى حياتهم ..كونوا كرماء
و بعد رحيلهم
تظلوا أقوياء .. أوفياء ..
بابا سمير




لأن لى الحياة هى المسيح .. والموت هو ربح .
(فيلبى 21:1)