في بعض المناطق الصحراوية يوجد نبات غريب اسمه تامبل وييد Tumbleweed،
وهذا النبات ينمو حيث توجد منطقة رطبة يستطيع أن يغرس فيها جذوره
فتنمو أوراقه وتمتد ساقه، فإذا جفت الرمال
وانعدمت الرطوبة خلع النبات جذوره من الأرض
والتفت حول ساقه وتكور على ذاته.
فيصير كورة جوفاء من الجذور والأوراق الجافة، تحملها الرياح
وتنقلها إلى عشرات الكيلومترات على امتداد الصحراء الواسعة.
فإذا حدث أن الريح ألقته في منطقة رطبة عاد النبات يرسل جذوره مرة أخرى في الرمال
فتنتعش أوراقه وتمتد ساقه. ويظل كذلك إلى حين تجف التربة فيتكور مرة أخرى
ويترك نفسه للريح وهكذا تتكرر دورة حياة هذا النبات المسكين الذي ينتعش بعض الوقت
ويذبل ويجف اغلب الوقت وهو في النهاية مجرد كرة من الأوراق والجذور الجافة
التي لا تثمر شيئا فشيئا ولا تنفع شيئا.
وكثير من الناس يعيشون حياة تشبه حياة هذا النبات فهم يتركون أنفسهم للريح
ولتيارات هذا العالم وليس لهم جذور ثابتة في الرب الذي يمتصوا منه عصارة الحياة.
لذلك فليس لهم حياة مزهرة ولا يحملون ثمار روح الله في داخلهم
فهم في اغلب أيام حياتهم لا شيء
سوى جذور وأوراق جافة تقذف بها رياح العالم أينما تشاء لقد ابتعدوا عن الرب
ولم يثبتوا فيه فانفصلوا عن ينابيع الارتواء والشبع
وأصبح كل منهم كائنا صحراويا جافا يطلق جذوره في ارض أطماعه المادية لعله
يرتوي فإذا به يزداد عطشا.
ويظل طوال حياته يجرى مثل هذا النبات مندفعا بتيارات العالم.
فلا يحقق راحة النفس وتمضى به الحياة إلى جفاف روحي
لقد أصبحت حياته رمالا وصخورا وجبالا.
ولن يستطيع أن يصبح بستانًا نضرًا مثمرًا إلا إذا عاد إلى حياة الارتواء
والشبع بالرب ليمتص منه عصارة الحياة.
عزيزي.....
إن العواصف تهب ولكنها لا تعصف بكل شيء،
قد تهدم الكوخ الضعيف ولكنها لا تزحزح الجبل الراسخ
تهز شجيرة صغيرة ولكنها لا تؤثر في البلوطة القوية........
فمن أنت إذن؟؟؟
كُن جبلًا راسخًا لا تهزه العواصف..
لا تجعل التجارب تهزك ولا الأحداث تزعجك أن العواصف إذا هبت تأخذ
في طريقها الرمال الناعمة ولكنها لا تستطيع أن تجرف الصخور القوية الثابتة.
إذا ثبت رغم عواصف التجارب ستسمع صوت الرب:
انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي، وأنا اجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتًا
(لو 22: 28-29).
كُن جبلًا راسخًا لا تهزه العواصف، وكن جُندلًا ثابتًا لا تجرفه المياه.