(( مجموعة من الخواطر عن شفاعة العذراء والقديسين ......))
بناء على طلب احدى الصديقات العزيزات أعيد بعض الخواطر حول شفاعة امنا العذراء والقديسين
1_نحن نطلب شفاعتها " أمنا العذراء " كما تشفعت بأهل عرس قانا الجليل واستجاب الرب يسوع لملاحظتها ......((وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ.........يوحنا 2))
ولنلاحظ أن العذراء ( لم تطلب من الرب يسوع ،بل هي اخبرته انه لم يبقى عندهم خمر وذلك خلال مراقبتها لما يجري حولها ).
بالرغم من ان ساعته لم تأت بعد عندما قال لها ((قَالَ لَهَا يَسُوعُ مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ. ....يوحنا 2)).
الا أنه استجاب لملاحظتها ،فطلبة البار مقتدرة في فعلها ( رسالة يعقوب ).فكيف بطلب والدة الاله المطوبة من الأجيال
وقد اخبرت الموجودين قائلة لهم............ (( . قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ .......))............هذا يبين أنها متاكدة من استجابته لطلبها مع أن ساعته لم تات بعد .....هنا نراها تتمتع بروح النبوة أيضاً.........أمين أنها السماء الثانية التي استحقت أن تكون عرشاً للكلمة
2_ (( القديسون الذين انتقلوا، مازالوا أحياء.............))
وقد شرح الرب ذلك بقوله للصدوقيين "أما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. وليس الله إله أموات بل إله أحياء" (مت22: 31، 32).
إذن هؤلاء القديسون لا يزالون أحياء. لماذا نعتبرهم موتي فلا نطلب صلواتهم؟!
لا ننسي أيضًا ظهور موسى وإيليا مع الرب علي جبل التجلي – موسى هذا الذي كان قد مات بالجسد منذ حوالي أربعة عشر قرنًا، هو ما يزال حيًا مع الرب تمامًا مثل إيليا الذي صعد إلي السماء. إن أرواحهم لم تمت بل هي في الفردوس وهي تري أكثر مما نري نحن.
لذلك، مادمنا نطلب صلوات رفقائنا علي الأرض، فلماذا لا نطلب صلوات أولئك الذين "يضيئون كالكواكب إلي أبد الدهور" (دا3:12)؟! ولماذا لا نطلب صلوات أولئك الذين "جاهدوا الجهاد الحسن، وأكملوا السعي وحفظوا الإيمان" (2تي7:4). وأن كانت الشفاعة – وهي صلاة – تعتبر وساطة، وإن كانت كل وساطة غير مقبولة، تكون إذن كل صلاة إنسان من أجل إنسان آخر هي أيضًا وساطة مرفوضة إذ لنا وسيط واحد..!
ويرفض وساطات الصلاة، يكون الرسول إذن قد أخطأ (حاشا) حينما قال "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5)، علي اعتبار أن العلاقة بين الإنسان والله، علاقة مباشرة، وهي في ظل الحب الإلهي لا تحتاج إلي صلاة من أحد..!
إن صلوات البشر بعضهم لأجل بعض (منتقلين ومجاهدين) دليل علي المحبة المتبادلة بين البشر ودليل علي إيمان البشر الأحياء بأن الذين انتقلوا ما يزالون أحياء يقبل الله صلواتهم، دليل علي إكرام الله لقديسيه.
من أجل هذا سمح الله بهذه الشفاعات، لفائدة البشر. وهذه الشفاعة أقامت جسرًا ممتدًا بين سكان السماء وسكان الأرض. ولم تعد السماء شيئًا مجهولًا مخفيًا في نظر الناس. وأصبح للناس إيمان بالأرواح وعملها ومحبتها.
(( قداسة البابا شنودة ))
3_ (( الشفاعة للبابا شنودة ))...البروتستانت ينكرون الشفاعة كلية سواء بالعذراء أو القديسين، ويعتمدون في ذلك علي قول يوحنا الرسول (لنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار) (1يو1:2). وأيضًا قول الرسول (لأنه يوجد إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح) (1تي1:2).
1- والحقيقة أن هناك فارقًا أساسيًا كبيرًا بين شفاعة المسيح وشفاعة القديسين: فشفاعة المسيح شفاعة كفارية..
أي أن السيد المسيح يشفع في مغفرة خطايانا باعتباره الكفارة التي نابت عنا في دفع ثمن الخطية.
فكأن شفاعته معناها أن يقول للآب (أترك لهم حساب خطاياهم، لأني حملت عنهم هذه الخطايا) (اش6:53). وهكذا يقف وسيطًا بين الله والناس. بل أنه الوسيط الواحد الذي وقف بين الله والناس: أعطي الآب حقه في العدل الإلهي، وأعطي الناس المغفرة، بأن مات عنهم كفارة عن خطاياهم.
وهذا هو المعني الذي يقصده القديس يوحنا الرسول، فهو يقول "إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1 يو 2: 1، 2). هنا تبدو الشفاعة الكفارية واضحة، فهي شفاعة في الإنسان الخاطيء "إن أخطأ أحد"؛ وهذا الخاطئ يحتاج إلي كفارة. والوحيد الذي قدم هذه الكفارة هو يسوع المسيح البار. لذلك يستطيع أن يشفع فينا، بدمه المسفوك عنا.
ونفس المعني أيضًا يحمله قول بولس الرسول عن السيد المسيح باعتباره الوسيط الوحيد بين الله والناس. فيقول في ذلك "وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فديه لأجل الجميع" (1تي5:2).
فهو هنا يشفع باعتباره الفادي الذي بذل نفسه ودفع خطايانا.
هذا اللون من الشفاعة لا نقاش فيه مطلقًا. إنه خاص بالمسيح وحده أما شفاعة القديسين في البشر فلا علاقة لها بالكفارة ولا الفداء. وهي شفاعة فينا عند السيد المسيح نفسه.
2- شفاعة القديسين فينا هي مجرد صلاة من أجلنا ولذلك فهي شفاعة توسلية غير شفاعة المسيح الكفارية.
والكتاب يوافق عليها، إذا يقول "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5). والقديسون أنفسهم كانوا يطلبون صلوات الناس عنهم. فالقديس بولس يقول لأهل تسالونيكي "صلوا لأجلنا" (2تي1:3). ويطلب نفس الطلبة من العبرانيين (عب18:13) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويقول لأهل أفسس "مصلين بكل صلاة وطلبة.. لأجل جميع القديسين، ولأجلي لكي يعطي لي كلام عند افتتاح فمي" (أف18:6). وطلب الصلاة لا حصر له في الكتاب المقدس.
فإن كان القديسون يطلبون صلواتنا، أفلا نطلب نحن صلواتهم؟
وأن كنا نطلب الصلاة لأجلنا من البشر الأحياء، الذين لا يزالون في فترة الجهاد (تحت الآلام مثلنا). أفلا نطلبها من القديسين الذين أكملوا جهادهم، وانتقلوا إلي الفردوس، يحيون فيها مع المسيح..
وهل هؤلاء قلت مكانتهم بعد انتقالهم من الأرض إلي الفردوس. بحيث كان يجوز لنا أن نطلب صلواتهم وهم علي الأرض. وأصبحت صلواتهم محرمة وهم قريبون من الله في الفردوس.
وأن كنا نطلب صلوات البشر، هل كثير أن نطلب صلوات الملائكة؟!
4_ الذين انتقلوا فلهم مكانة أكبر لدرجة أن الله كان يرحم الناس من أجلهم حتى دون أن يصلوا. فكم بالأولي إن صلوا لأجل أحد:
ومن أمثلة ذلك ما فعله الرب من أعمال الأشفاق والرحمة من أجل داود عبده بسبب خطية سليمان . قرر الله يمزق مملكته. ولكنه يقول له عن تقسيم المملكة.
"إلا أنني لا أفعل ذلك في أيامك من أجل داود أبيك، بل من يد ابنك أمزقها. علي أني لا أمزق منك الملكة كلها، بل أعطي سبطًا واحدًا لابنك، لأجل داود عبدي، ولأجل أورشليم التي اخترته") (1مل11: 12، 13). ويكرر الرب نفس الكلام في حديثه مع يربعام "هأنذا أمزق المملكة من يد سليمان وأعطيك عشرة أسباط. ويكون سبط واحد من أجل داود عبدي، ومن أجل أورشليم التي اخترتها" (1مل11: 31، 32)…
"ولا آخذ كل المملكة من يده، بل أصيره رئيسا كل أيام حياته، لأجل داود عبدي، الذى اخترته، الذي حفظ وصاياى وفرائضى (1 مل 11 : 34 ).
الله يكرر نفس العبارة ثلاث مرات في اصحاح واحد "من أجل داود عبدى" لهذا قال المرتل "من أجل داود عبدك لا ترد وجهك عن مسيحك" (مز10:132). إن كنت هكذا مكانة داود عند الرب، فكم بالأكثر تكون مكانة العذراء، والملائكة ومكانة يوحنا المعمدان أعظم من ولدته النساء. وكم تكون مكانة الشهداء الذين تعذبوا وذاقوا الموت من أجل الرب.
5_ جاء في الكتاب المقدس (ثم قال الرب لي وأن وقف موسى وصموئيل امامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من امامي فيخرجوا.( ارميا 15 )
رفض الله لشفاعة النبي بل وشفاعة موسى وصموئيل. وموسى بشفاعتة أنقذ الشعب في البرية من أن يدمَره الله وصموئيل نجد استجابة الله لهُ مثلًا في (1صم9:7).
وهذه الآية هي من الآيات التي تثبت رأى كنيستنا في الشفاعة فبالرغم من أن الله هنا لم يستجب للنبى وهو لن يقبل شفاعة موسى وصموئيل، إلا أن قول الله هذا لا يشير لعدم قبوله لشفاعتهم فهو قبلها سابقًا ولكن يشير أن حالة الشعب أصبح ميئوسًا منها.
والله يُكرِمْ الذين يكرموه. ومعلمنا يعقوب يطلب "صلوا بعضكم لأجل بعضً" وربما يتعلل البعض بأن هذه الأية للأحياء وليس للقديسين الذين انتقلوا ولكن الله إله أحياء وليس أموات (مت32:22).الله رفض شفاعة صموئيل لانه قرر تأديب الشعب وعقابهم وهذا يتضح من أن الله طلب من النبي حتى أن لا يصلي لاجل الشعب , بل الله لن يستجيب لصلاة الشعب (ار 14: 11-12) فقد صدر قرار الله ضد الشعب.
شفاعة أمنا العذراء والقديسين تكون معنا أجمعين