العبادة والصلاة
علمنا يسوع المسيح بان..العبادة تكمن في أفكارنا , والمحبة تسكن في قلوبنا .. والعبادة بالروح والحق ليس لها مكان وليس لها زمان .بل مكانها كل مكان, وزمانها كل زمان .. محبة وهاجس ومناجاة بأعماق المتعبد, وبشكل مستمر مع مسيرة الزمن . عشق ومحبة يجعلان من داخل الإنسان ملكوتاً ارضياً يعيشه فرحاً وسروراً وأماناً . لا يخاف من مصيبة ولا من كوارث .ولا يخاف حتى من الموت ذاته . لأن المتعبد يعرف ويدرك بان كل ما يحصل له في الحياة, يحصل بمشيئة الله تعالى, ومن أجل مجد الله تعالى ..والعابد الحقيقي يعيش التعبد في قلبه , وفي صمته وفي تأمله ..
يحضرنا هنا إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع عندما سألت المرأة السامرية يسوع قائلة : آباؤنا عبدوا في هذا الجبل وانتم تقولون لنا: إن الموضع الذي تجب العبادة فيه هو أورشليم , فأين يجب أن نصلي فقال لها يسوع : صدقيني , أيتها المرأة , إنها تأتي الساعة التي تعبدون فيها الآب لا في هذا الجبل , ولا في أورشليم , والساعة ها هي ذي حاضرة , حيث العابدون الحقيقيون, هم الذي يعبدون الآب بالروح والحق ... على مثال هؤلاء , يريد الله عابديه
ويقول يسوع أيضا في إنجيل متى 5 : 6- أما أنت , فمتى صليت فادخل حجرتك وأوصد الباب , وصل إلى أبيك الذي في الخفية , وأبوك الذي يرى في الخفية هو يجازيك ..
هذه هي الصلاة و هذه هي العبادة اللتان أرادهما يسوع.
الكنيسة هي الإنسان , والصلاة والعبادة هما وحدة فكر وقلب الإنسان مع الله . هما عشق الإنسان لله , وعشق الإنسان لأخيه الإنسان ( أحبب قريبك كنفسك )...وقالها يسوع صراحة هذه هي الصلاة كل الصلاة وهي كل الانبياء ...
ربنا اوجد الكنيسة بداخلنا في القلب والفكر ., يسوع لا تعنيه الكنائس ولو كانت مشادة من الذهب والألماس , ولا من كل أنواع الديكورات الفخمة والتحف الثمينة, ولا من اثمن أنواع البخور ولا من الشموع ولا من كل مؤلفات كتب الصلوات, ولا من كل أشكال الطقوس الدينية , إذا لم تكن كلها تنبع من قلب المحبة الحقيقية للسماء ومحبة الانسان للإنسان .
وبالمقابل مهما كانت أفعالنا بسيطة, وكانت ارضيتها المحبة , فهي عظيمة عند ربنا.
وأقول :لو كنا نحب المسيح فعلا لما كانت كنائسنا منقسمة . متباعدة الأطراف
كنيسة يسوع كما صنعها يسوع , هي كنيسة واحدة , جامعة, مقدسة , رسوليه . لا طائفية ,ولا تعددية , بل هي واحدة موحدة غير منقسمة .
يرفرف فوقها علم واحد في سائر أرجاء المعمورة .
يسوع هو واحد . وكنيسة يسوع يجب أن تكون واحدة لأن يسوع أرادها واحدة وسلم مفاتيحها لتلميذ واحد .وهذا الواحد والمجمع الرسولي هما المسئولان عن منهجية قانون ايمان الشعب المسيحي الواحد .