العبادة الحقيقية!
*********
يتكلم الرسول يوحنا في انجيله عن لقاء الرب يسوع مع السامرية ويقول المفسرون
أنه أطول لقاء للرب يسوع مع امرأة.
لأهمية هذا اللقاء من الناحية اللاهوتية والعقائدية خصص الرسول يوحنا اصحاحاً
كاملا ليسلط الضوء على ناحيتين أساسيتين هما:
- لاهوت المسيح
- العبادة الحقيقية
لقد تميز يوحنا في انجيله حيث أنه في كل مناسبة كان يكشف
عن لاهوت الرب يسوع وبنوته الإلهية وهنا نجد ذلك بوضوح عندما يقول الرب يسوع للسامرية: "كل
من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه انا فلن يعطش إلى الأبد
بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يوحنا 4: 13، 14).
من هنا نجد أن الرب يسوع يكشف عن ذاته الالهية لأنه الوحيد القادر أن يعطي ماء حياة مجاناً ،
لكن هذا الماء لا يعطى بدون اتخاذ خطوة نحو التوبة وتغيير الحياة وهذا ما حدث مع السامرية
عندما اعترفت بالقول "ليس لي زوج".
بعد ذلك أراد الله أن يعلمها كيف تعبد الله العبادة الحقة حين قال لها: "الله روح والذين يسجدون له
فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يوحنا 4: 24).
ثم جاء الاعلان الكامل للمسيح بعد أن ظنت السامرية أنه نبي ثم قالت له: "أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له
المسيح يأتي فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء. قال لها يسوع أنا الذي يكلمك هو"
(يوحنا 4: 25، 26).
هنا كلمة "هو" تعني الكائن والذي كان والذي سوف يأتي أي الكينونة الالهية
وهذا الصفة لا تعطى إلا لله وحده عز وجل مما يدل أن المسيح أظهر ذاته للسامرية كإله.
إن كلمة مسيا بحسب النبوات تعني المسيح ابن الله الآتي ليخلص العالم لكن بحسب المفهوم العبراني هذه
الكلمة كانت تعني المخلص الذي سينقذ شعبه من الاحتلال الروماني ويملكهم على جميع ممالك الأرض.
أما المسيح الآتي إلى العالم مخلصاً فهو المزمع أن يفدي البشرية من خطاياها ويطهر لنفسه شعباً غيوراً
بالأعمال الحسنة.
لقد فهمت المرأة السامرية أن الذي يكلمها هو ابن الله المتجسد الذي جاء ليهب حياة أبدية للعالم وأنه
المستحق أن تسجد له كل ركبة ويعترف به كل لسان أنه رب لمجد الله الاب.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †