كان نادر طفلا وحيدا مدللا و كان أبوه غنيا جدا ...فأغذق عليه بالهديا و ترك له حرية ..بلا قواعد أو ضوابط ..
درس نادر خارج مصر ..و تزوج بأميرة .. وهي فتاة جميلة لكنها أيضا غنية جدا و مدللة
وكان كلاهما لا يعرف الكنيسة الا في أيام الأعياد .. وكانا كلاهما لا يحتملا التواجدفي الكنيسة لأكثر من دقائق ولم يكن لهما ارتباط حقيقي بالله
ومن أول يوم في الزواج و بدأت المشاكل
" انت مش بتحبني "
" أنتِ مش بتحترميني "
ووصلت المشاكل للأهل .. و تدهورت العلاقات وكل منهما يري الأخر هو المخطئ كل الخطا
و تدخلت الكنيسة أخيرا لتحاول الاصلاح .. ومن أول جلسة عرف أبونا أنه لا توجد أي حياة روحية لديهم ..فترك المشاكل الزوجية جانبا و اهتم بتعليمهما الصلاة و الانجيل و الاعتراف و التناول
تجاوب نادر و أميرة بصعوبة في البداية و ظلت المشاكل الزوجية قائمة و تتطور الموضوع حتي وصل الي ما يشبه انفصال بينهما
و بعد شهور ...دعاهما أبونا للخدمة في حقل خدمة الفقراء و اخوة الرب
و كعادتهما ..لم يتحمسا و لكن مع الحاح أبونا بدأ الزوجين الارتباط بالمناطق الفقيرة .. وظن نادر أن الخدمة تحتاج لفلوس و لكن أمين الخدمة شرح له أن الفلوس مش هي الخدمة و الناس عايزة اللي يحبهم و يزورهم و يحس بيهم و يرفعهم من الفقر و الجهل و المرض
و كانت يدي نادر في العطاء سخية ... و تأثرت أميرة بالفقر الشديد ..و اقترح نادر أن يقوم بمشروع في المنطقة لتشغيل الشباب و درس المشروع مع أمين الخدمة و كاهن المنظقة و بدأ العمل
و اقترحت أميرة أن تقوم بمشروع لمحو الأمية و دروس تقوية للأطفال و أقنعت صديقاتها بهذه الخدمة و أصبح هناك فريق من السيدات لخدمة التعليم بهذه المنطقة
و انشغل الاثنان معا بالعمل لأجل الله ... و مع الله .. و نسيا أنفسهما و أحبا الفقراء و ارتبطا بكاهن المنطقة الذي بدأ يزورهما بانتظام
و انتظم الاثنان في اجتماع الخدام و تعلما مبادئ الحب و البذل و التضحية و التنازل و بمرور الوقت بدأت المشاكل بينهما تقل جدا
و مضي علي زواجهما خمس سنوات و لم يرزقا بطفلا
وكان هذا أحد أسباب قلقهما و مشاكلهما ..عدا السنة الأخيرة التي بدأ فيها الخدمة ..فتحسنت الأمور جدا و تعلم كلاهما لوم و ظبط النفس و لتسامح و الاعتذار
و أصبح نادر و أميرة خادمان يعطيان من وقتهما أكثر من نصف الأسبوع للخدمة .. وصار بيتهما الواسع ملتقي للخدام و تدبير الخدمة
وكافأهما الله علي توبتهما و خدمتهما و حبلت ولدا أسمته ابرآم ففرح به الكل الأهل و الخدام ... و الفقراء
لأن بيتهما صار كنيسة و حياتهما سعادة غاامرة
الخدمة هي حل الانانية
عن كتاب الخدمة هي الحل للقمص داود لمعي