أرسلت أم ابنها إلى أبيه -الذي يعمل ترزيًّا- ليحضر مالاً قليلاً لتشتري به "فول أو فلافل" لطعام الغذاء, ولكن الابن ظلّ مع والده طول النهار ولم يدخل المحل زبون واحد, فرجع الابن إلى والدته ونقل لها ما حصل بكل أمانة, أما الأم الحكيمة فلم تتذمّر ولم تشْكُ من فقرهم، بل جمعّت أولادها كلهم، وحدّثتهم كيف أن والدتها كانت تخبز لهم العيش المقمَّر وتقول لهم أنه يقوي النظر جدًا, ثم قالت لهم "معقول يا ولاد الكلام ده.. ما تيجي نجرّب"، وأوقدت الموقد وأحضرت ما تبقّى لديها من خبز ورشّته بالماء المملح, وجعلت تقمِّر هذا الخبز والأولاد يأكلون ويمرحون.
وبعد أن امتلأت بطونهم قالت لهم "يا أولاد استنوا شوية ما تملوش بطنكم علشان تعرفوا تتغدوا" وأجابوها أنهم أكلوا وشبعوا ولن يقدروا أن يتغدوا تاني, أما هي فقد قالت لهم "أمال الأكل اللي بابا هايجيبه لما يرجع أوديه فين"..؟!
لم يحسّ الأطفال بلغة الأم الحكيمة إلا بعد أن كبروا وصاروا رجالاً.. وعرفوا كم كانت الأم تستر على ضعف زوجها وفقره.
والغريب أن الذي كان يروي هذه القصة واحد من أولادها وهو يسوق عربته الخاصة ويخرج بها من موطن عمله, بينما اصطف السُّعاة لتحيّته...
إنها يد الله التي تعمل مع منسحقي القلب, الشاكرين على كلّ شيء، والمملوئين حكمةً..!
اخوتي الأحباء نصادف يوميا مشاكل عديدة خاصة في حقل الخدمة أو في البيت يكون معنا الحق فيها وفعلا لا نكون مخطئين لكن لو لدينا مثل هذا القلب المتسع الذي يستر علي أخطاء الغير و يحل محله ليريحه و نصغر المشاكل تثمر خدمتنا جدا و تنمو ببركة الرب حتي أن هذه المشاكل تكون سبب نمو أكثر و أكثر لخدمتنا
قول أباء :
اقترب من الله لكي يهتم هو بك
القديس يوحنا السرياني