الضيقة العظيمة

   الضيقة العظيمة  




تعني الضيقة رمزيا، الضغط أو الاضطهاد من قبل الشرير، أو الوجع الذي يرافق المخاض عند المرأة. وجدت هذه العبارة ( الضيقة العظيمة ) مرة واحدة في سفر الرؤيا 7: 14. وتتميز هذه عن الضيقة التي يجتازها المؤمنون في العالم ( متى 13: 12و يوحنا 16: 33و أعمال 14: 22). وهذه الضيقة بما لها من مسميات تختلف تماما عن الدينونة التي سوف تنصب على الأشرار عند انتهاء الدهر ( مرقس 13: 24 و رومية 2: 5-15 و 2 تسالونيكي 1: 6 ). وللضيقة العظيمة أسماء أخرى، تدعى ( يوم الرب ) صفينا 1: 14-18. أيضا تدعى ( وقت ضيق على يعقوب ) إرميا 30: 7. وتسمى كذلك ( يوم النقمة للانتقام ) إرميا 46: 3-12.




تحدث الضيقة العظيمة بعد أنْ يغلق باب النعمة، الذي يتمثل بالاختطاف الكنيسة إلى السماء مباشرة، لأنّ الكنيسة لن تجتاز في تلك الضيقة، فهي مثل أخنوخ الذي نقله الله إلى السماء قبل وقوع دينونة الطوفان على الأرض. فزمان الضيقة هو زمان غضب الله وغضب الخروف على العالم. كما ستأتي التجربة لتجرب الساكنين على الأرض. وسوف ترتفع على الأرض أصوات صراخ وعويل، وزفرات حسرة وألم.




تكون الفترة التي ينصب فيها غضب الله على العالم عبارة عن سبع سنوات، فهي الأسبوع الأخير من السبعين أسبوعا التي تنبأ عنها النبي دانيال، والمدونة في الإصحاح التاسع من سفره. فالأسبوع الأخير الذي يعقب اختطاف الكنيسة مباشرة، يقسم إلى قسمين متساويين زمنيا. ويسمي الرب يسوع النصف الأول من الأسبوع ( مبتدأ الأوجاع )، وهو يطابق فترة فك الختوم السبعة المشار إليها في سفر رؤيا، حيث تحدث الحروب والمجاعات والأوبة والزلازل ( متى 24: 7، 8 ). أما النصف الثاني، فيسمى ( الضيق العظيم ) حيث يأتي الارتداد، ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك.





ومع أنه ستحدث تغييرات مخيفة ومفزعة، إلا أنّ قوى الطبيعة تستخدم كرمز للأحداث والاضطرابات السياسية والاجتماعية، بحيث يتزعزع كل شيء ولا تبقى أيّة سلطة أو أيّة مبادئ ثابتة، إذ سوف يسود الفساد والشر والموت الروحي، الكثير من الناس. ونتيجة لذلك ينتشر الذعر والرعب بين كل الطبقات الحكام والمحكومين، الأغنياء والفقراء، الأقوياء والضعفاء على السواء. يطلب الناس الموت فلا يجدونه ويلتمسون الهرب من غضب الخروف فلا يجدون لهم مهربا أو مخبأ.ٍ
الذين تقع عليهم الضيقة !





اليهود: فهذه الضيقة تطلق بصفة خاصة على اليهود، وهي ( وقت ضيق على يعقوب ) إرميا 30: 7. إذ أنه بعد اختطاف الكنيسة سوف يعود الرب للتعامل مع شعبه القديم، إذ يجيزهم في ( كور المشقة ) وأتون الضيقة العظيمة حتى يقودهم إلى التوبة. فالقطار البطيء الخاص بالشعب القديم كان قد وضع في المستودع، إلى أنْ يمر القطار السريع الخاص بالكنيسة إلى محطته النهائية ( بيت الآب ). وبعد ذلك يخرج قطار الشعب القديم من المستودع ليستأنف مسيره في طريقه إلى محطته النهائية ( ملك المسيح الألفي ).



وينقسم اليهود إلى ثلاث فئات:



(أ) المرتدون: إنّ الرئيس الآتي بحسب ( دانيال 9: 27 ) " يثبت عهدا مع كثيرين في أسبوع واحد "، أيْ أنّ أكثرية اليهود سيتحالفون في بداية الضيقة العظيمة مع رئيس الإمبراطورية الرومانية التي ستعود إلى الحياة تحت زعامة الوحش، والشيطان من ورائه. غير أنّ الوحش سوف ينقض العهد مع اليهود بعد ثلاث سنين ونصف ، ويمنعهم من إقامة عبادتهم ويقيم لهم عبادة وثنية تحت تهديد القوة.





(ب) الأمناء، أو البقية الأمينة: وهي الجماعات اليهودية التي آمنت بالرب يسوع، التي ستنجو من يد الوحش بالهروب إلى الأمم وحمل بشارة الملكوت إليهم، وهم المشار إليهم باخوة الرب الأصاغر كما في إنجيل متى 25: 40.





(ج) شهداء الضيقة: وهم أولئك الذين سيقتلون في النصف الأول من الأسبوع، وكذلك في النصف الثاني من قبل الوحش وزبانيته. هؤلاء سوف يقامون، وتكون قيامتهم تتمة للقيامة الأولى، حتى يملكوا مع المسيح. ويمثل الأمناء وشهداء الضيقة العدد 144000، إذ يقول عنهم يوحنا الرائي: " وسمعتُ عدد المختومين مائة وأربعة وأربعين ألفا " رؤيا 7: 4. فالعدد ( 144000) هو رقم رمزي، وهو يمثـّل ثلث اليهود الباقين في تلك الفترة من الضيقة العظيمة، بحسب نبوة زكريا: " ويكون في كل الأرض يقول الرب إنّ ثلثين منهما يقطعان ويموتان والثلث يبقى فيها. وأدخل الثلث في النار وأمحصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب " زكريا 13: 8، 9




وهناك المسيحيون الاسميون: أيْ الكنيسة الاسمية المرتدة التي سوف يقيئها الرب من فمه ويتركها على الأرض، من دون رجاء ولا عزاء، بعد أنْ يكون أخذ كل المؤمنين الحقيقيين وأغلق دونها الباب إلى الأبد. كما أنّ لها دينونة شديدة خاصة بها باعتبارها الزانية العظيمة رؤيا ص 17، 18. وهناك أخيرا الأمم الأشرار والوثنيون: ستصل إليهم بشارة ملكوت الله، من خلال البقية الأمينة الهاربة إلى الأمم. منهم من يقبلون البشارة ويؤمنون بالمسيح، وهم المشار إليهم بالخراف في إنجيل متى 25: 32، 33. ويشير إليه يوحنا الرائي



" . . . هذا ونظرتُ وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أنْ يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل " رؤيا 7: 9 ". ومنهم من يرفضون، وهم المشار إليهم بالجداء. وسيقضي عليهم الملك بالذهاب إلى النار الأبدية.

 

و ليبارك حياتك انت ايضا اختي روما

سرّني مرورك