دمُّكَ هو خلاصي يا يسوع حبيبي يا يسوع إنّي أجثو أمام قدَمَيكَ وأبكي تلك الأوجاع المتعدّدة التي سبَّبَتْها لك خطايا العالم.
إنّي أراك مربوطًا على عامود الجلد، حيث تمزّق جسدُك الطاهر وتقطّع إربًا إربًا تحت سياط الجلاّدين، فكان إذّاك جسمُك العفيف قد أصبح كلّه جراحات تنبعث منها الدماء.
آه لي! إنّ هذا الدم الذي من المفروض أن يكون لدينا مكرّسًا ومعبودًا، قد أُهرِقَ على أيادي أُناسٍ مجرمين.
ومع هذا كلّه، إنّ محبّتك يا يسوع لم تزل ترمي إلى سَفْكِ هذا الدم، ولم تكتفِ حتّى يُستنْفدُ كاملاً من سائر عروقك.
وهكذا أَنظرُ إليكَ وأنت صاعد إلى جبل الجلجلة، وقد خارت قواك من التعب، لكي تتمدّد على فراش الأوجاع والمسامير الحادّة التي توثقك على الصليب،
مصبوغًا بالدم، يسيل منه على المجدليّة الجاثية أمام الصليب، فتُعانِق العود المبارَك وتَسْنُد إليه رأسها والدم يجري أمام عينَي والدتك،
التي تقدّمه بقلب ممزَّق وهي واقفة على رِجْلَيها أمام مذبح التقدمة، لأجل أبناء البشر، في الماضي والمستقبل.
فعلى هذا الدم الثمين أضع رجائي يا يسوع، وبهذا الدم المبارَك أرجوك يا ربّ أن تمزّق قلبي بسهام محبّتك،
وبصوت هذا الدم القويّ، أطلب منك النِعَم والرحمة ليس فقط لي، بل لجميع الأنفس التي تقاوم نداء نِعَمك،
وترفض التقرّب من الصليب ومن القربان المقدّس لتنال الغفران والحياة. إرحمني يا يسوع، رحمة واسعة وارحم هؤلاء المساكين،
وأشفق أيضًا على تلك الأنفس التي تجسر على الدنوّ منك بقلب مدنَّس، والذين يمزجون دمك المعبود مع أوحال الخطيئة.
تقبّل منّي يا ربّ هذا الحزن وهذه الدموع كتعويض يسير عنهم، ولتكن محبّتي نحوك كنقطة من البلسم على جراحات قلبك الإلهيّ.
فيا دم يسوع المسيح الثمين الذي أُهْرِقَ ليجلب لنا الرأفة، أسكب فَيْضَ نِعَمك علينا. ها إنّني أنحني وأجثو لكَ،
وأرفع قلبي ويداي وفكري ونيّات قلبي مع ميولي ومشاعري وعواطفي، كلما فيَّ وكل كياني أضعه تحت قدميك،
إغْسِلها كلّها، طهّرها بأكملها، إشفِها لأنّها سقيمة، غيِّرها بقوّتِك الإلهيّة، وإجعلني أهلا أن تَّحد بك إلى مُنتهى الدّهور.
نقّني، زيّني، خلّصني، وكلّلني بِحُبِّكَ.