- يسوع مات بالحقيقة علي الصليب
لقد قدموا خلاً ليسوع وهو معلق على الصليب ليشرب. فالجندى الرومانى بعد أن سمع يسوع يقول "قد أكمل" قال اتركه لنرى هل يأتى إيليا ليخلصه" ثم صرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح بعد أن نكس رأسه . إن اليهود بسبب الإستعداد للسبت لا تبقى الأجساد على الصليب فى سبت ذلك اليوم (لأن السبت كان مقدساً عندهم). سألوا بيلاطس أن تكسر سيقان المصلوبين ليموتوا سريعاً وتنزلونهم عن الصليب . وقد فعلوا ذلك مع اللصين اللذين صلبا معه . ولكن لما جاءوا إلى يسوع وجدوه قد مات فلم يكسروا ساقيه ولكن واحد من الجنود ضرب يسوع بحربة فى جنبه وللحال خرج من جنبه دم وماء. والذى رأى شهد وشهادته حق وهو يعرف أنه يقول الحق لتؤمنوا (يو 19 : 30 -35)
وبعد أن مات يسوع اذ حجاب الهيكل قد إنشق من فوق إلى أسفل . ولما رأى قائد المئة ما كان (وكان واقفاً أمام الصليب ورأى كل شئ) قال "حقاً كان هذا إبن الله" مرقس 15 : 36 -39
وفى عصر الجمعة وهو الإستعداد للسبت جاء يوسف الذى من الرامة وهو عضو فى السنهدريم ، وكان ينتظر ملكوت الله ، هذا تشجع وذهب إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع وقد اندهش بيلاطس أنه مات هكذا سريعاً ، وقد دعى قائد المئة ليتأكد من موت المسيح وهكذا أعطى الجسد جسد يسوع ليوسف الرامى بعد أن تأكد من قائد المئة أنه مات (مرقس 15: 42-45) وهكذا عرف قائد المئة يقيناً أن يسوع مات وإلا ما كان عرّض حياته للخطر أمام الوالى ولهذا السبب أيضاً أوصى بيلاطس أن يأخذ يوسف الرامى جسد يسوع ليدفنه
وقد اشترى يوسف الرامى كتاناً ولف جسد يسوع ووضعه فى قبر منحوت فى صخر جديد لم يُدفن فيه أحد من قبل وقد دُحرج عليه حجراً كبيراً . وكما جاءت مريم المجدلية ومريم أم يسوع لينظرن أين دفن يسوع (مرقس 15 : 46 -47 )
4- الحجر
لما ذهبت مريم المجدلية ومريم أم يسوع ليدهنوا الجسد بالأطياب بعد السبت ، وقد كن محتارات عن من يدحرج الحجر لهن. "ولما وصلن إلى القبر وجدن الحجر مدحرجاً " لأنه كان حجراً عظيماً كما يصفه (مرقس 16 : 1-4) كذلك فى (مت 27: 60) ، يصف الحجر أنه كبير . ويقال أن هذا الحجر كان يزن 2 طن
5- الختم
كان الختم الذى وضع على الحجر أكثر أهمية من الحجر نفسه رغم ثقله وذلك لأن الختم يحمى القبر من السارقين . وقد ذهب الفريسيون إلى بيلاطس بعد موت المسيح قائلين له :"أن هذا المضل قال قبل موته أنه سيقوم فى اليوم الثالث" ولذلك سألوه أن يضبط القبر ويضع حراس عليه . قال لهم بيلاطس "إذهبوا أنتم واضبطوه" وهكذا وضعوا الختم ثم الحراس على القبر (مت 27: 64-66)
أ. ت روبرت فى كتابه "الكلمات التصويرية فى العهد الجديد" (نيويورك.سميث ايدجر ر.ر. 1931) فى وصفه عن كيفية ختم الحجر قال غالباً ما كانوا يمرون حبلاً من طرف الحجر إلى الطرف الآخر مع وضع ختم على كل نهاية حبل كما فى (دانيال 6: 17) نقرأ والحجر الذى وضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه حتى لا يتغير شئ من الحكم على دانيال. وقد كان الختم يختم أمام الحراس الرومان المسئولين عن حراسة الختم حتى يحافظوا على سلامة الختم الرومانى رمز السلطة والقوة . وقد عملوا كل ما استطاعوا ليحرسوه من اللصوص ويمنعوه من القيامة ، وأثناء حراستهم التى زادت عن الحد أضافوا شهادة أخرى قوية وحقيقة واضحة وهى أن القبر كان فارغاً لأن المسيح قد قام (بلامر)
6- أكفان القبر
لما جاء سمعان بطرس ودخل القبر وجد الأكفان ملفوفة هناك . أما غطاء الوجه وجه السيد ورأسه لم يكن مع باقى الأكفان لكنه كان موضوعاً فى مكان وحده (يوحنا 20: 3-9) وعقب ر.وستات على ذلك بقوله "ليس من الصعب أن يتخيل المنظر الذى رأه التلاميذ حين دخلوا القبر فقد وجدوا الحجر مدحرج – الملابس موضوعة بترتيب – أما منديل الوجه كان فى مكان وحده . ولذلك لا عجب أنهم رأوا ثم آمنوا لأن نظرة واحدة إلى الملابس وموضعها يثبت الحقيقة ويعلن عن طبيعة القيامة إن الملابس لم تُلمس ولا رُتبت بواسطة إنسان لكن كان ترتيبها كما لو كان يسوع قد إنْسلت بجسده منها ولم تمتد إليها يد إنسان ، لقد كان المشهد يشبه الشرنقة المهملة التى خرجت منها الفراشة
7- إخفاء الحقائق
لقد كان رد بيلاطس على طلب الفريسيين هو "عندكم حراس" والتى تحمل معنى عندكم الحرس الرومانى الموجود أو ارسلوا حراسكم أنتم (وهؤلاء هم الذين كانوا مسئولين عن حراسة الهيكل) . لقد أرداوا استخدام الحرس الرومانى وإلا لما ذهب الفريسيون ليسألوا موافقة بيلاطس على طلبهم بحراسة القبر ولآن حراس الهيكل كانوا تحت سلطان اليهود وخاضعين لأوامرهم .
وخوفاً من غضب بيلاطس بسبب قيامة المسيح من الأموات ذهب الحراس إلى رؤساء الكهنة وقدموا تقريراً عما حدث (متى 28 : 11)
وقد قدم رؤساء الكهنة للجنود فضة كثيرة وأوصوهم أن يشيعوا القول بأن "تلاميذه قد جاءوا ليلاً وسرقوه بينما كنا نحن نيام . واذ سمع الوالى هذا سوف نقنعه أن هذا قد حدث فعلاً لننقذكم من المشكلة" فأخذوا الفضة وفعلوا كما قيل لهم . وهكذا انتشرت هذه الأكذوبة بين اليهود ولا زالت قائمة حتى يومنا هذا . (متى 28 : 13-15)
وبسبب الأوامر الصارمة لجنود الرومان ، كان العسكر يخشون نتائج غضب الوالى بيلاطس عليهم لأنهم ناموا أثناء الحراسة وبذلك سُرق جسد يسوع وهذه تهمة تستوجب حكم الموت . ومن الواضح أن تأثير رئيس الكهنة على بيلاطس كان قوياً . لذلك استطاع أن يعد الجنود بحمايتهم بعد رشوتهم وهكذا برهن رئيس الكهنة بفعله المشين أن جسد المسيح قد اختفى ولم يُسرق
- يتبع -