((اندهاش أبونا ابراهيم ولوط من غسل السيد المسيح لأرجل التلاميذ ))
قام السيد المسيح عن المائدة وخلع رداءه وأتزر بمنشفة ، وصب ماء فى المغسل وإبتدأ يغسل أرجل تلاميذه ، إن هذا المنظر لا شك أنه يدهش الأنبياء والملائكة والقديسين فى السماء
إنه يدهش أبونا ابراهيم لأنه حينما رأى قديما ثلاثة رجال لم يقم هو بغسل أرجلهم بل طلب منهم بحب وكرم جزيل قائلاً............. إن كنت قد وجدت نعمة فى عينك فلا تتجاوز عبدك ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة ( تك 18 : 3 ) .
أما اليوم فالرب بنفسه يتكىء على الأرض ويتزر بالمأزرة ويغسل أرجل تلاميذه القديسين .
وأدهش لوط الذى استقبل الملاكان فى سدوم ولم يغسل أرجلهما أيضاً بل قال..................... ميلا بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما ثم تبكران وتذهبان ( تك 19 : 2 ) .
هذه الخدمة هى إعلان حب إلهى .. يسوع وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الآب ، أحس بذلك الإحساس الذى يجيش فى قلب كل انسان عندما يشعر أن وقت انحلاله قد حضر
يحاول أن يعبر بكل وضوح عما يجيش بصدره وقلبه لأحبابه
حين يذكر القديس يوحنا غسل السيد المسيح لأرجل تلاميذه فإنه يسبقها بعبارة جميلة ومؤثرة عن حب السيد المسيح اللانهائى لخاصته
إنه وهو اللــــه لم يستنكف أن يقوم عن العشاء ويغسل أرجل تلاميذه فى درس عملى عن المفهوم يقى للعظمة ...... السيد المسيح أحب خاصته ، وأظهر لهم حبه اللانهائى ، إن حب السيد المسيح لخاصته لم ينقص فى أى فترة وفى أى ظرف ، ولكن الرب اتخذ من هذه المناسبة فرصة لإظهار أقصى حدود محبته فقد أحبهم غاية الحب .
لم يكن اتضاع الرب منافيا مع شعوره بعظمته وقدرته وسلطانه وأن كل هذه الأمور لم تكن عقبة فى إعلان حبه واتضاعه المنتهى بل زادته اتضاعا وحبا لخاصته .
أراد الرب بحبه واتضاعه أن ينزع الكبرياء من نفوس تلاميذه ، ونحن أيضا :
كانت بين التلاميذ مشاجرة من منهم يكون الأكبر ؟ فقال لهم يسوع ملوك الأمم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين ، وأما أنتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن الأصغر والمتقدم كالخادم لأن من هو أكبر الذى يتكىء أم الذى يخدم أليس الذى يتكىء ولكنى أنا بينكم كالذى يخدم ..... !