بطرس يهرب من الجارية الى الدهليز ...
ما هي الاسباب التي أوصلت القديس بطرس وتوصل المؤمن للدهليز هي؟
(( فصحيات ...127 ))
جاء في أنجيل متى عن تلميذ السيد المسيح
بطرس بعد ما قبضوا اليهود عليه وبداوا بمحاكمته
( 69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار.
فجاءت اليه جارية قائلة وانت كنت مع يسوع الجليلي.
70 فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين.
71 ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك
وهذا كان مع يسوع الناصري.
72 فانكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل.
73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك.
74 فابتدا حينئذ يلعن ويحلف اني لا اعرف الرجل.وللوقت صاح الديك.
75 فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات.
فخرج الى خارج وبكى بكاء مرا.......متى 26 )
في تصميم البيوت الشرقية القديمة؛
الدهليز هو الممر المظلم بين باب الدار الخارجي والبيت.
كان القديس بطرس في ذلك البيت الشرقي
وفي تلك الليلة جالساً في وسط الدار يتدفأ مع خدام أشرار يستهزئون على المسيح،
وهو صامت لا يقدر أن يتفوه بكلمة لئلا تنكشف هويته،
وبعد أن تفرست فيه جارية وانهالت عليه الأسئلة من الجميع
" أ لست أنت أيضاً من تلاميذه؟ ( يوحنا 25:18)
فأنكر وقال"لست أنا ( يوحنا25:18)
لست أعرفه يا امرأة ( لوقا57:22)
لست أدري ولا أفهم ما تقولين (مرقس 68:14 ).
فصاح الديك للمرة الأولى
فنهض بطرس من هناك وخرج خارجاً عن دائرة الأشرار لثلاثة أسباب على الاقل:
أولا لكي يطيع كلمة الله
"طوبى للرجل الذي ....في مجلس المستهزئين لم يجلس" ( مزمور1:1)
وثانياً لكي لا تتكرر معه نفس الخطية أي إنكار يسوع
وأخيراً لكي لا تظهر معالمه واضحة في تلك الليلة أمام النور المنبعث من النار،
لذلك اختار الحل الوسط مكان آمن وهو الدهليز حيث يستطيع أن يشاهد ما يجري
دون أن يراه أحد وسيحقق هدفه من الدخول إلى دار رئيس الكهنة
" لينظر إلى النهاية" ( متى 58:26)
فهو متفرج ينظر ما يحدث على العتبة العليا لغرفة مجلس رؤساء الدين
حيث يسوع جالسا هناك بينما هم في الداخل يتداولون في مؤامراتهم ويهيئون الشهود الزور.
لكن مع كل الجهود التي بذلها القديس بطرس
فقد استطاعت المرأة البوابة أن تميزه
ربما لأنه لم يكن بين شرابي المسكر في ليلة العيد!!
وإنهالت مرة أخرى على بطرس الإستجوابات
"حقاً أنت منهم فإن لغتك تظهرك-
أما رأيتك أنا معه في البستان؟
فكانت إجاباته
"لست أعرف ما تقول" "
فابتدأ بطرس يلعن ( نفسه)
ويحلف إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه".
من أهم الاسباب التي أوصلت القديس بطرس وتوصل المؤمن للدهليز هي؟
إتباع الرب عن بعد"وأما بطرس فتبعه من بعيد" ( متى 58:26)
والإبتعاد عن الرب يتدرج من الثقة بالذات ثم المشاجرات الكلامية بين المؤمنين
لأجل القيادة والسيادة ( لوقا 24:22)
والسبب هو الكبرياء الروحي، وأخيرا انقطاع الصلاة ( مرقس 37:14)
فتكون المحصلة النهائية:
ضمور المحبة والخوف من أهل العالم واختيار الحل الوسط
أي الدهليز فنحن لسنا على أتفاق مع الأشرار ولسنا قريبين من الرب في آنٍ واحد.
ونجتهد أن لا يرانا يسوع بهذه الحالة المزرية، فنهرب إلى الدهليز،
ومن ناحية آخرى فإن الدهليز على الاقل يخفي معالمنا كمؤمنين،
فالدهليز هو محاولة المؤمن لإخفاء نفسه وهويته عن العالم الحاضر الشرير
لكي يتجنب المهانة أو الألم من أجل إسم المسيح.
كنا نتوقع أن يجيب القديس بطرس نعم هذا هو المسيح الذي أعلن الآب لي عنه
وشهدت عنه
"أنت هو المسيح ابن الله الحي"
لكنه في نقطة ضعفه قال لست أعرف الرجل،
فكم من مرات عديدة نكون في حالة من الضعف الروحي ونوجود في أماكن
( جلسات إجتماعية، أو دينية أو...)
ونحن نعلم مسبقاً إن اسم المسيح سيهان في ذلك المكان،
ومع ذلك نذهب كمتفرجين ونحاول قدر الإمكان أن لا يتعرف الناس على هويتنا ( مولودين ثانية)
( خليقة جيدة في المسيح) لكنّ لغتنا توضح للآخرين إننا مختلفين عنهم
وبدلا من أن نكون شهود للرب ونكون سراج للذين في الظلمات،
نحاول التهرب بطريقة أو بأخرى أي نكون متفرجين، ونرى الرب يسوع يهان من أجلنا
وخاصة عندما يكون الموضوع يخص شخص الرب يسوع بلاهوته وناسوته وصليبه،
لكننا نحن صامتين وكأنه في تلك اللحظة لا يرانا ويغيب عن فكرنا
إنه النور الحقيقي الذي يكشف خفايا القلب،
لكن نحن قابعين في الدهليز المظلم لا نسمع سوى صدى العالم المتصدي.
ومثلما تهرب بطرس عن الإسئلة المطروحة عليه، هكذا نحن نحاول
إن نتهرب من الحديث أو الإجابة على الأسئلة المطروحة
(من هو يسوع؟ كيف يكون يسوع إنسان وإله في آن واحد؟ ...
ومرات نهرب إلى الدهليزلإننا في حالة نوم روحي
وقد أوقعنا أنفسنا في تجربة، وللأسف نقول لست أدري...
ولسنا نعرف كيف نجيب عن سبب الرجاء الذي فينا،
وبذلك نكون قد أنكرنا الرب ونكون في حالة عدم أمانة له.
إن الحل الوحيد لتدهورنا الروحي هو الخروج من الدهليز
لأن الرب يرد أنفسنا بنظرة الحنان
كما فعل مع بطرس،
إذاً لنخرج من الحلول الوسط، ونرجع للرب بدموع معترفين بفقدان محبتنا للرب،
عندئذٍ سيكون لنا وجه كالصوان لا نخاف الناس بل نخبر الناس بآثامهم
ونرشدهم إلى يسوع الطريق الوحيد للخلاص، وهذا ما إختبره بطل الإيمان
الرسول بطرس عندما وقف وفي وضح النهار يخبر الشعب
بجهالاتهم ويكلمهم بمجاهرة بإنجيل المسيح
إن خروجنا من الدهليز يعني إننا نتبع الرب في إثر خطواته،
فصوته لكل واحد( إتبعني أنت)
وبذلك نتعايش معه ونعرفه معرفة الذي يعيش معنا في حياتنا اليومية
أي نكون في شركة عميقة مع الرب
وبذلك تلتهب قلوبنا لخلاص الهلالكين والنتيجة
يعرف الجميع من كلامي أني كنت مع يسوع.
لذلك يحرضنا بطرس الرسول عن أختبار
إنموا في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح