اللافتة التي سمرت فوق رأس المسيح على الصليب .
.كتبت بثلاث لغات ...لماذا ؟؟؟
وأين توجد اليوم ؟))
(( فصحيات ...111 ))
جاء في الكتاب المقدس
( "وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ.
وَكَانَ مَكْتُوبًا:«يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ».
فَقَرَأَ هذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ،
لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ
. وَكَانَ مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَالّلاَتِينِيَّةِ.
فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ:
إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ!».
أَجَابَ بِيلاَطُسُ:«مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ».......يوحنا 19: 19-22)
حتى في صلب السيد المسيح حسده رؤساء كهنة اليهود،
اللافتة أو العلة هي اللوحة التي سمرت فوق رأس المسيح على الصليب،
وتصف المصلوب وتشير الى تهمته التي صلب لأجلها،
حسب العادة المتبعة مع المحكوم عليهم بالموت صلبا.
ماذا كتب على اللافتة ؟؟؟
يقول الانجيليين الثلاثة أنه كتبت علته "ملك اليهود"
ولكن القديس يوحنا يضيف عبارة يسوع الناصري،
فاليهود لم يصفوه ابدا بانه المسيح وانما يسوع الذي من الناصرة،
وعند القبض عليه سألوه انت هو يسوع الناصري
"فسالهم ايضا من تطلبون فقالوا يسوع الناصري" (يو 18: 7)
والمرة الوحيدة التي دعوه المسيح كان استخفافا
"تنبا لنا ايها المسيح من ضربك" (متى 26 : 68)
. وعندما بدأ الرسل كرازتهم لليهود كانوا يضيفون الى يسوع الناصري
"يسوع المسيح الناصري"
"فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب
ولكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش (اع 3 : 6 و 4: 10).
وعندما كتب بيلاطس ذلك كتبه بناءا على التهمة الموجهة من اليهود أنفسهم،
وعندما سألهم أأصلب ملككم قالوا نعم "ليس لنا ملك الا قيصر"
ولما اعترض بعض الرؤساء بأن يكتب انه هو قال ذلك:
رد عليهم بيلاطس باحتقار وكبرياء الحاكم بل وكطفل عنيد:
"ما كتبت قد كتبت...."
أي انه لم يترك لهم مجال للنقاش، ولا دافع بأنها فكرتهم.
يقول التقليد أن بيلاطس رأى في يديه دمًا، فلما غسلهما صار الدم يصرخ:
"أنا برئ من دم هذا البار".
ولذلك فانه عندما كتب اللافتة:
«يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ» كان يعبر بذلك عن سخريته وضيقه من اليهود،
اعلان سلطان روما على اليهود:
كما حملت اللافتة في طياتها ما يعني: هوذا ملككم معلق على الصليب،
وأن سلطان روما على اليهود، فقد قتلت حتى الذي قيل إنه ملك اليهود،
وبالتالي فان الذي حُسب ملكًا عليهم قد صُلب!
ويظهر ان بيلاطس هو الذي كتب اللافتة بنفسه وارسلها، فأصاب بذلك هدفين معا:
الاول أنه اهان كرامة اليهود والثاني أنه قضى على شبح الاتهام القائل
بان هناك من ادعى انه ملك في اليهودية وبالتال لن يتشدقوا بتهديده مرة اخرى بالشكوى الى القيصر.
فقد مات ملكهم، وقد تضايق اليهود عندما شعروا انه بهذه الكتابة
قد أخذ اتهامهم الساخر بان يسوع ملك اليهود،
مأخذ الجد ليكتبها كحقيقة وذريعة بالتالي لصلبه وها هو قد صلبه..
أتاح لكثيرين رؤية اللافتة المعلقة فوق الرب المصلوب "فَقَرَأَ هذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ،
لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ.
وَكَانَ مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَالّلاَتِينِيَّةِ." (يوحنا 20:19).
اللافتة تؤكد ملك المسيح:
وجود اللافتة فوق رأس المسيح:"ملك اليهود" تؤكد ملكه،فقد دخل اورشليم كملك
ولان مملكته ليست من هذا العالم كما صرح فقد ملك على خشبة (مز 95: 1 قبطي)
اي ان مملكة يسوع تحققت، وكان آخر ملك لهم،
وبعد القيامة صار ملكا على جميع الامم والممالك
والقبائل والالسن كما هو واضح في سفر الرؤيا.
كتبت اللافتة بلغات ثلاث وبحسب الترتيب: اللغة العبرية لغة الناموس و (الوطنية)
والتي تخص المدينة التي تمت فيها الاحداث، ثم اللاتينية او الرومانية
وهي لغة الحاكم الروماني، ثم اليونانية وهي اللغة العامة
ولغة الادب والفنون ولغة الفلاسفة،،
أي اللغة الدينية واللغة الرسمية واللغة الادبية،
وهذه هي اللغات الثلاثة الرئيسية في العالم انذاك.ولأن المكان على بعد دقائق من سور المدينة،
ولأن الصلب حدث في موسم الفصح فقد قراها مئات الالاف
وعادوا الى بلادهم يبشرون بالمصلوب،
ولم تكن اللافتة فوقه تدل عليه لاعتبروه مجرما عاديا حكم عليه بالقتل.
رحلة اللافتة:
أرسلت الملكة هيلانة الى القسطنطينية جزءًا كبيرًا من الخشبة المقدسة
مع إكليل الشوك والمسامير والحربة، كما أرسلت معها أيضًا "اللافتة"
التي كانت فوق صليب المخلّص،
وبعد حوالي قرن الزمان قام الإمبراطور فالنتينيوس الثالث إبن قنسطنس قيصر بتزيين
المكان الذى وُضعت فيه،وهو كنيسة الصليب المقدس،
بالموزاييك ووضع اللافتة فى المكان العلوي من الكنيسة،
وبمرور الزمن نسى الناس مكانها ولم يلحظه أحد،
وفى سنة 1492م. أراد أحد الكرادلة ترميم تلك الكنيسة فاكتشف العمال هذا الكنز النفيس
الذى يعتبر من الذخائرالمقدسة الهامة، فعم الفرح الشعب المسيحي فى العالم كله،
وتوافدت الجموع لرؤيته لمده ثلاث أيام.حيث عُثر على الصندوق وبداخله اللافتة.
أمّا الصندوق فهو عبارة عن قالب من الطوب محفور فيه
بحروف قديمة إرتفاعها 50 مم أي "عنوان الصليب "
باللغة اللاتينية، ثمّ اللافتة نفسها "عنوان الصليب" وقد عُثر على جزء منها في زمن لاحق في روما،
لماذا ثار بيلاطس:
كان بيلاطس قد شعر بأنه ُحوصر من اليهود،
وانهم اضطروه وأكرهوه على القرار
الذي لم يكن بوده التوقيع عليه، لقد وجد أمامه شابا نبيلا،
ولم يجد في ادعاءات اليهود ما يبرر قتله، كما تحدثت عنه بروكولا زوجته
بشكل يوحي انه اله أو على الاقل نبيا،
أما الان وقد رضخ لتهديدهم فقد اراد الثأر لنفسه على نحو ما،
فقرر بنفسه كلمات اللافتة، ولما اعترضوه جاء رد فعله عنيفا حاسما باترا.
ولكن وللاسف ما كان احوجه الى هذه الصرامة والحسم وهو أمام القرار المصيري بصلب المسيح،
لقد استأسد وكشف عن الوجه الروماني ذو السلطة الحاسمة أمام قرار بسيط هين،
بينما جبن عن انقاذ شخص هو أكثر من تأكد من برائته،
أيهما أيسر قتل رجل أم تغيير صفته!
انه أمر كثير الحدوث معنا أن نتشدد كثيرا في قرارات
تافهة بينما نتساهل ونتخاذل أمام قرارات خطيرة،