مظاهر قوّة المسيح وضعفه
البارحة رأينا مظاهر ضعف المسيح الخلاصي، واليوم نرى مظاهر قوّته.
البارحة عايشنا طاعته، واليوم نشهد لسيادته.
البارحة ظهرت علامات طبيعته الإنسانية، واليوم العلامات الإلهية.
البارحة لطموه، واليوم ببرق لاهوته يشقّ مسكن الجحيم المظلم.
البارحة قيّدوه، واليوم هو الذي يقيّد الطاغية الشيطان بقيود لا تنحلّ.
البارحة حكموا عليه، واليوم يهب الحرّية للمحكوم عليهم بالخطيئة.
البارحة استهزأ به خدّام بيلاطس، واليوم رآه بوابو الجحيم فارتعدوا.
أنظر إلى آلام المسيح وما يفوق قدرة الكلام.
أنظر إليها وارفع التسبيح.
أنظر ومجّد عجائب الله العظيمة.
أنظر كيف يمضي الناموس الموسوي وتزهر نعمة المسيح،
كيف تذهب الرموز والأشكال ويُكرَز بالحقيقة،
كيف يغيب الظلام وتعمّ الشمس المسكونة...
كيف تمضي الأشياء القديمة وتظهر الجديدة.
شعبان وُجدا في صهيون معاً في زمن آلام المسيح:
الشعب اليهودي والشعب الوثني.
ملكان: بيلاطس وهيرودوس.
رئيسا كهنة: حنّان وقيافا.
هكذا يتم الفصحان معاً، ينتهي الفصح اليهودي ويبدأ الفصح المسيحي.
هذا الذي ظهر حياةً، المولود من الحياة والواهب الحياة،
الذي وُلد في مذود في ما بين الملائكة والبشر،
الذي وقف في ما بين شعبين وجعلهما واحداً كحجر الزاوية،
الذي كُرز به بين الناموس والأنبياء،
الذي ظهر بين موسى وإيليا على جبل ثابور،
الذي بين اللّصين أُعلن إلهاً من قِبل اللّص الشكور،
هذا الذي يجلس أبدياً على كرسي القضاء
حيث تنتهي الحياة الحاضرة وتبدأ المستقبلة،
يظهر اليوم بين الأحياء والأموات مانحاً الحياة والخلاص معاً.
حياة مزدوجة، ولادة مزدوجة مع إعادة ولادة.
فانظر إذاً إلى الأحداث وصفّق لعجائب ولادة المسيح المزدوجة.
القديس أبيفانيوس القبرصي