الأوطان الثلاثة
ولكل واحد فى هذه الدنيا ثلاثة أوطان : الوطن الصغير ، والوطن الكبير ، والوطن الأخير !
فالوطن الصغير : هو البيت ، إنه المهد الأول للمواطنة
والوطن الكبير : هو بلادنا ، التى لها الولاء والحب .
والوطن الأخير : هو ذلك الوطن الأكبر والأرحب الذى يقضى فيه الأنسان حياته الاخرى ،
بعد أن تغرب شمس حياته الأرضية .
هذا الوطن الأخير هو نهاية المطاف ، وكما يترك الانسان وطنه الصغير ( البيت )
ليدخل إلى وطنه الكبير ( المدينة أو الدولة ) ، هكذا يترك وطنه الكبير ليدخل إلى وطنه الأخير
( وراء حجاب الدنيا ).
وكما نبدأ من البيت طريقنا إلى العالم الواسع ،كذلك نبدأ من أرضنا هذه الاستعداد للوطن الاخير .
الوطن السمائى
هذا الوطن الأخير ليس من تراب الأرض ، إنه وطن سمائي ، وطن للخلود والبقاء ، وطن أبدي .
لا حساب فيه للزمن ، ولا نهاية فيه للوجود ، أنه وطن جديد في كل شيء .
وقد تكون معرفتنا بهذا الوطن الأخير قليلة ، ومع ذلك فاننا علي يقين من بعض الحقائق ومنها :
أن الأنسان في موطنة الأخير سينعم أو يشقي إلي الأبد .
سيفتح الله أبواب الراحة والنعيم الأبدي ، أمام الذين عرفوا طريق الخلاص ،
وهم بعد في الوطن الأرضيطريق الخلاص بالمسيح الذى قال :
( أنا هو الطريق والحق والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا (فى الآخرة) )
حين تنتهي حياة الدنيا ، ينتهي زمن التوبة ، وتغلق أبواب الرحمة في وجة كل من أهمل طريق النجاة .
أن الوطن الأخير – لا يخضع إلا لقوانين السماء ، لذلك لا يستطيع أحد أن يحيا فيه أذا لم تقبله السماء .
والسماء موطن الله – جل جلاله – سماء الطهر والنقاء الكامل ،
لذلك لا يستطيع الأنسان أن يدخلها اذا لم يتطهر من خطاياه ويغتسل قلبه وتمحي أثامه
لهذا قال الانجيل عن موت المسيح الفدائى لأجل تطهيرنا :
" دم المسيح ( يقصد موته ) يطهرنا من كل خطية ).
اننا بكل الولاء لأوطاننا الأرضية ،نعلم أننا غرباء في هذه الأرض ،
منتقلون الي وطن أخر لا يزول ، فهل نعزم أن نُعِدّ أنفسنا للوطن الأخير .
لقد جعل الله لنا في حياتنا الأرضية فرصة لكي نبحث عن طريق الخلاص حتي نجده .
ونبتهل الي الله لكي يكشف لنا طريق القبول عنده .
ونظل علي أبواب الله حتي يضيء بصائرنا ويحقق لنا نوال الخلاص الأبدي ،
واليقين الراسخ بالحياة الأبدية السعيدة في سماء الخلود .