الملعقة المقدسة والسلامة الصحية

زائر

الملعقة المقدسة والسلامة الصحية

الأب ستيليانوس ماركسوريس
منشورات المعهد الأرثوذكسي للأبحاث - نيوهامبشاير - الولايات المتحدة

في كثير من الأحيان يعرب بعض المسيحيين الأرثوذكس - أولئك الذين يشتركون في القداس الإلهي والذين يحصلون على جسد ودم ربنا الكريمين- عن قلقهم بشأن ضرورة المناولة بنفس الملعقة مع الآخرين
في الواقع، وكما ان الكهنة يشتركون من الكأس نفسه، كذلك الأمر بالنسبة للعلمانيين من ملعقة واحدة. فهناك خوف من الاصابة بالعدوى أو بالجراثيم أو بعض الأمراض الأخرى وذلك عن طريق ملامسة لعاب شخص آخر أو أحمر الشفاه الذي قد يلامس الملعقة عند المشاركة في المناولة المقدسة. والسؤال الذي أود أن أتناوله هنا هو : هل هناك سبب للخوف من مثل هذا الاحتمال؟

الجواب المباشر هو لا. فمن منظور الميكروبيولوجية البحتة، فان النبيذ الأحمر الحلو المستخدم في المناولة الإلهية يكون عادة ذا نسبة مرتفعة من الكحول. وهذا يعني أن فرص بقاء البكتيريا أو الجراثيم على قيد الحياة ضئيلة جدا بل إنها عمليا غير موجودة. و على الرغم من أن كل واحد منا معرّض أثناء تناوله لجسد ودم الرب يسوع المسيح أن يدخل فاه ميكروبات غير مرئية من المتناول السابقة لكنها بطبيعة الحال غير مؤذية
ومن منظور تجريبي بحت ، فان الكاهن يتناول ما يتبقى في الكأس ، وذلك خلف العديد من المتناولين قبله من نفس الكأس
ولم يحدث يوماً أن كاهناُ ما ، بما في ذلك كاتب هذا المقال قد أمسى مريضا أو تلقى عدوى ما من جراء تناوله المناولة المقدسة

وأخيرا ، من وجهة نظر روحية محضة، فان المناولة هي مقدسة لجميع متناوليها فقد أصبحت تامّة الامتلاء بوجود الله ونعمه ، وهي عطية إلهية (وليست بشرية) ، "لأن كل عطية صالحة وموهبة كاملة هي من العلو، منحدرة من لدنك يا أبا الأنوار "(قبل ختم القداس الإلهي ). فإذا كنا نؤمن بالله حقاً، فإننا نعلم جيدا أن الله لن يسمح ابدا لأي ضرر بأن يمسنا وبالأخص من جراء اشتراكنا في المناولة الإلهية.

ومع انه لا يوجد خوف مبرر من المرض لكنه يبقى من المناسب أن يتبع جميع المسيحيين الارثوذكس بعض القواعد الأساسية للسلامة قبل الاقتراب من الكأس المقدسة. أولا، من المهم بالنسبة لنا أن نمسح أفواهنا جيدا بعد تلقي القربان المقدس. هذا يمنع من سقوط أجزاء من المناولة بطريق الخطأ على الأرض. أيضا، من المهم للنساء اللواتي يضعن أحمر الشفاه إزالته قبل المناولة أو من الأفضل عدم وضع أي أحمر الشفاه على الاطلاق عندما يحضرون الكنيسة لأنه في هذا ليس فقط اظهار للاحترام المناسب لجسد ودم الرب يسوع المسيح ، لكنه يظهر أيضا احترام المرأة للآخرين الراغبين بالاشتراك في االمناولة الإلهية

أخيرا، عند المناولة ، ربما من الأفضل أن يفتح المتقدم للمناولة فمه واسعاً وهذا يسمح للكاهن ان "يلقي " بالقربان المقدس في أفواههم، وبالتالي هذا يمنع الملعقة من اجراء اي اتصال مباشر مع أفواههم

ومن المهم بالنسبة لنا أن نعلم أن المسيحيين الأوائل استخدموا في مناولة القربان المقدس طريقة مختلفة تماما عن الممارسة الحالية في الشرق. حيث كانوا يأخذون الجسد المقدس من الكاهن في أيديهم وبعدها يتناولون الدم الإلهي مباشرة من الكأس ، بالضبط كما الكهنة حتى اليوم

في الواقع، ووفي بعض أكثر الليتورجيات قدماً، مثل قداس القديس مرقص في الإسكندرية وقداس للقديس يعقوب في أورشليم، تجري فيه المناولة بهذه الطريقة. لكن خوفاً من بعض الحوادث اعتمدت الكنيسة استخدام نوع من الملاقط التي كانت تخلط العناصر معاً ثم توضع بعناية في أفواه المتناولين من خلالها. ومع بداية القرن التاسع، استخدمت الكنيسة في المناولة الملعقة للأسباب نفسها ، وهذه هي الممارسة التي لا تزال مستمرة الى يومنا هذا

الملعقة المقدسة والسلامة الصحية 10170707_812494172113606_9040741693930450377_n

الملعقة المقدسة والسلامة الصحية 10170707_812494172113606_9040741693930450377_n

[rtl]

[/rtl]

[rtl]اسمعوا جيدا ما يقوله القديس يوحنا الذهبي الفم بهذا الخصوص:[/rtl]

[rtl]يقول القديس بولس الرسول :[/rtl]

[rtl]”كل من يأكل من هذا الخبز ويشرب كأس الرب من دون استحقاق يكون مجربا تجاه جسد الرب [/rtl]

[rtl]ودمه ،وانما هو يأكل ويشرب دينونة لنفسه “( اكورنثوس 11: 27- 29) .[/rtl]

[rtl] [/rtl]

زائر

» المسامير المقدسة
» الأسفنجة المقدسة
» زيت الصبار بين فوائدة الصحية و الجمالية
» الجلطة والزكام والتهاب الأذن.. أهم مخاطر السفر الصحية
» أحد الذخائر المقدسة