المشكلات الروحية التي تواجه الشباب
في عصرنا هذا:
1ـيواجه الشبابفي عصرنا اليوم مشكلات والتحديات عديدة تسيطر ـ أحيانا على حياتهم الروحية . وتحمل هذه المشكلات تيارات وشكوك ومبادئ .....الخ.إلى انحراف الإنسان سأتكلم عنها لاحقاً في فقرة الأصنام العصرية.
2ـ وما يصلنا من خلال وسائل الأعلام والاتصال والأقمار الصناعية والانترنيت وتسلّط الثقافة الكوكبية إي (العولمة)التي انتشرت في بيوتنا وعقولنا وقلوبنا.........
يعتبر باباً لاكتساب المعارف والتواصل الإنساني من جهة ومن جهة أخرى هنالك قيّماً اقتحمت ساحة الإنسانية تشكل تحدياً أخلاقيا وإيمانياً يواجهها الشباب اليوم ومنها: السعي إلى الثراء بأي شكل من أشكال ـ العنف في التعامل ـ المنافسة والغيرة الخاطئةـ اباحية الجنس"عفواً"..........الخ
لماذا أغيّب الله في حياتي ؟
إن السيطرة الخطيئة بيننا وتجميلها كالثمرة . يجعل الكثير من الناس ينجرفون نحو عدم الأيمان .وهذا ما يشكل تحدياً خطيراً ونرى منهم:
1ـ يعترضون على فكرة أيمانهم بالله أو عدم الأيمان به بطرق شتى.
2ـ لا مبالين بوجود لله أو عدم وجوده.
3ـ يرفضون فكرة وجود الله لأنهم لا يستطيعون البرهان على وجوده حسب قولهم.
4 ـ يعارضون دائماً بين العلم والأيمان والله. ـ
5ـ يمثلون لله تمثلاً فردياً خاطئاً بعيداً عن صورته في الإنجيل.
6ـ يعلنون أن تغيير وجه العالم علمياً وتقنياً يجعل من الإنسان سيد الكون
7ـ وبهذا يعتبر إنهم ملحدون لأنهم لا يؤمنون إلا ما تقع عليه حواسهم ولايقبلون إلا ما يدركه عقلهم أدركا مباشراً.
وبرفضهم الانفتاح على ما يتجاوز العقل و الحواس يحصرون أنفسهم في حدود ضيقة ويغلقون عقولهم في آفاق قصيرة. وبذلك يغيّبون الله في حياتهم ويبقون في حيرة وقلق.
الأصنام العصرية ومنها حسب رأيي:
1ـ صنم المال
يسيطر حب المال على الإنسان عامة بحجة الحفاظ على حياته وضمان مستقبله.لذلك يسعى الإنسان إلى اكتساب المال رغبة منه ازدياد في الأملاك وعندها يصبح الغنى صنماً يسود حياته.
رأي السيد المسيح من صنم المال :
" ماذا ينتفع للإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"
قصدَ السيد المسيح هو تحذير من الغنى الذي يقود الإنسان من يجعل من المال رباً له. كما هو تحذير للأشخاص الذين يهتمون بالحياة المادية ويتجاهلون النتائج المترتبة على حب المال فقط . ناسين أن ما تملكه السيد المسيح لا تستطيع الثروات وممتلكات أن تصبح صنم حياته ِ .عالمين أن لله هو الضمان الوحيد في حياته.
2 صنم السلطة:
يتوق الإنسان إلى السيطرة وتأكيد ذاته في الجماعة البشرية . ويريد أن يكون له نفوذ وان يمارس سلطته على الآخرين .فلا يفكر فيما ينبغي الوصول إليه من المال والجاه .الذي يجعل من الإنسان إنساناً وصولياً فيزيل بدون تردد كل ما يقف عائقاً في طريقهِ بالطريقة التي تحلو له.ويكون مستعداً أحيانا التخلي عن إيمانه ودينهِ . فينشاً لديه كبرياء ويريد أن يحمل نفسه فوق جميع الناس.عندها سيفقد علاقته بالآخرين وثقته بكل شيء حتى بالله أيضا.
رأي السيد المسيح من الصنم السلطة :
هذه المواقف تناقض إرشادات يسوع لتلاميذه الذي دعا إلى التواضع والمحبة قائلاً: تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونها .وان العظماءها يتسلطون عليها . فلا يكون هذا فيكم بل من أراد أن يكون عظيماً فيكم فليكن لكم خادما.
(فيلبي7:2ـ: بل أخلى ذاته واتخذ صورة العبد وصاراً شبيهاً بالبشر وظهر في صورة الإنسان .تواضع .أطاع حتى الموت .الموت على الصليب.
3ـ صنم المتعة واللذة:
أن اشتياق الإنسان للمتعة واللذة من خلال دواع كثيرة مبررة أمر مقبولة.فيتكلم مثلاً عن اللذة التي تجلبها الحواس "النظرـ الشم ـ الذوق ـ.... فيجد سعادته في إشباع حاجاته الغريزية"المحللة" الأكل.
أما إذا سعى إلى التمتع بهذه اللذة بطرق غير محللة"كالشهوة الجسد ـ شهوة العين ـ شهوة الغنى......."يبتعد بذلك عن الله ويغرق في عالم الملذات.
رأي السيد المسيح من صنم المتعة واللذة1يوحنا16: 2ـ17)
لأن كل ما في العالم من الشهوة الجسد و الشهوة العين ومجد الحياة لا يكون من الآب بل من العالم . العالم سيزول ومعه شهوته . أما من يعمل مشيئة الرب فيثبت إلى الأبد.
4ـ صنم الشكّ:
منذ القديم كان الناس وحتى الآن "غالبيتهم" يقبلون حقائق دينية باعتبارها حقائق إلهية يقينية . ومع اتساع المعارف والعلوم والتكنولوجيا بدأ بعض الناس يبحثون في كل شيء حتى في المسائل الدينية . ومنهم أنكر وجود الله الملحدون" ومنهم لم ينكروا . لكن كل واحد فيهم يقول مثل توما الشائك : إن لم يضع أصبعه في اثر المسامير و يضع يده في جنبه فلن يؤمن
رأي السيد المسيح من صنم الشكّ:
أن الشكّ والأيمان بالله مسألة مطروحة منذُ البدء. وبناء على ذلك يستحسن أن نفتح قلوبنا ونفعل كما فعل السيد المسيح الذي لم يرفض توما الشائك وحوّل شكّه إلى أيمان جاعلاً من توما يصرخ ويقول:"ربي وإلهي"."
5ـ صنم العثرة:
اقصد من صنم العثرة هو: أن يتسبب الإنسان في إسقاط غيره في الخطيئة . ربما يعرف الإنسان الغير الخطيئة ولكن لا يسير في طريقها . وذلك يمكن لأنه يوجد حاجزٍ ما أو الطريق مسدود أمامه .لذلك يعثره شخصاً آخر ليسهل الأمر عليه ويزيل العوائق التي تقف أمامه.
على سبيل المثال: لقد حاول الشيطان إسقاط حواء من خلال إغوائها بجمال التفاحةـ شخصاً ما يعثر الأخر بتعليمه على التدخين أو أفلام الجنس أو الشتائم وغيرها ـ كذلك من يعلّم على السرقة أو البوكر(القمار) أو المخدرات . فيقدم الخطيئة ويعطيها أسم اللذة و المتعة ليعثر الأخر.
رأي السيد المسيح من صنم العثرة
"أما الذي يكون حجر العثرة لأحد هؤلاء الصغار والمؤمنين بي . فخيراً له أن يعلّق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لُجّة البحر . ويل للعالم من العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة".
المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة. (1كورنثس33:5)
أن كان لي طعام يعثر أخي فلن أكل لحماً إلى الأبد لئلا أعثر اخي(1كو:13:
6ـ صنم الرياء:
مثل الذين يتظاهرون عن أنفسهم أنهم يصلّون ويصوموا ويذهبوا إلى الكنيسة .كي لا يلومهم أحداً بينما لا يريدون ذلك ــ أو كالذين يقدمون الخيرات المادية وثم يعلنون عن توزيع خيارتهم للمحتاجين كي يقولون الناس عنهم أنهم من أصحاب الخير ــ أو كالذين يريدون أظهار صفات ربما لم تكن موجودة فيهم من قبل لبغية التميز.
رأي السيد المسيح من صنم الرياء :
"وإذا صليتم لا تكونوا كالمرائين يحبون الصلاة قائمين في المجامع ومفارق طرق ليشاهدهم الناس . الحق أقول لكم : هؤلاء اخذوا أجرهم . أما أنت فإذا صليت فأدخل غرفتك وأغلق بابها وصلي لأبيك الذي لا تراه العين . وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك"
(5:6متى)
خلاصة القول : أن كل التحديات التي تواجه الإنسان لتستبدل إيمانه بالله بالماديات والسلطة.......تنزع من قلبه إيمانه وحريته ولا تجعله في حياته المادية أكثر ثراءً وسعادةً بل أكثر فقراً ويأساً.
أثق من أخوتي الشباب والشابات أنهم سيستفيدون من هذا الكلام.
منقول