المحبة الحقيقية لها قوتها ولا تنهار
يقول الكتاب المحبة قوية كالموت مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة
والسيول لا تغمرها إن أعطي الانسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر
احتقارآ {نش 8: 6، 7} ويقول الرسول المحبة لا تسقط أبدا {1كو 13: 8}
لهذا فكل فضيلة تؤسس علي المحبة تكون راسخة وكل علاقة تبنى علي
المحبة تبقي قوية ولا تتزعزع ولهذا قال الرب يا ابني أعطني قلبك {أم 23: 26}
ان اللة يريد القلب يريد الحب وليس مجرد الشكليات والمظاهر الخارجية فالعبادة
الخالية من الحب قد رفضها اللة وقال هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه
فمبتعد عني بعيدا {أش 29: 13}{مت 15: 8}
وقال للشعب الذي يصلي ويقدم ذبائح بينما لا يحب اللة زلا القريب
لا تعودوا تأتون إلى بتقدمه باطلة رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي
صارت علي ثقلا مللت حملها فحين تبسطون أيديكم استر وجهي عنكم
وان أكثرتم الصلاة لا أسمع أيديكم ملآنة دما {أش 1: 13- 15}
لمحبة الحقيقية ينبغي أن تكون محبة عملية
وفي هذا قال القديس يوحنا الرسول لا نحب بالكلام ولا باللسان بل
بالعمل والحق {1يو 3: 18} وقد ذكر لنا الرب مثل السامري الصالح وكيف كانت
محبته عملية فيها الاهتمام والعناية والانفاق {لوقا 10} واللة نفسه محبته لنا
عملية فيها الرعاية الكاملة خلق كل شيء أولآ من أجلنا ثم خلقنا بعد ذلك
لنتمتع بأعمال عنايته ولا يزال يرعانا وفي عمل الفداء نقرأ عبارة
هكذا أحب اللة العالم حتى بذل {يو 3: 16}
اللة بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا {رؤ 5: 8}
اذن فالمحبة التي لا تعبر عن ذاتها علميا ليست هي محبة حقيقية
ومحبتا للة يجب أن نثبتها علميا بحفظ وصاياه
فاللة لا يقول فقط يا ابني أعطني قلبك إنما يقول بعدها مباشرة
ولتلاحظ عيناك طرقي {أم 23: 26}
والسيد المسيح يقول
انتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيتكم به {يو 15: 14}
أن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي
واثبت في محبته {يو 15: 10}
والذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني {يو 14: 21}
فلا تقل اني أحب اللة بينما أنت تكسر وصاياه