المسيح يخلق عيون للأعمى وليس فقط يشفيه، لأن الأعمى خلق بلا عينين منذ ولادته!
******************
فمن يستطيع أن يخلق غير الله ؟؟؟
أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يوحنا 10 : 11)
"صنع المسيح من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى.
وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضى واغتسل وآتى بصيرا."
هذه عملية خلق أو هي خلقة تصحيحية.
فالمسيح هنا يخلق عينين كأن عجنة الطين التي خلق منها الأعمى عادت ليد خالقها
الأول يشكل لها من ذات الطين عينين.
ولعاب المسيح يصنع شفاء فهو ينقل من المسيح سر الحياة الجسدية والسليمة
والكاملة فهو حي ومحيي وكل جزء من جسده فيه حياة وشفاء فجسده متحد بلاهوته المحيي.
اذهب إغتسل في بركة سلوام = وكان على الأعمى أن يؤمن ويطيع
ويغتسل ولو فكر لامتنع فلو إغتسل لسقط الطين.
وبركة سلوام هي بركة تستمد مياهها من نبع عال اسمه حاليا
"نبع مريم" وقد حفرت البركة بقصد توصيل المياه داخل أسوار أورشليم خلال قناة تحت الأرض ليكون
هناك مياه في أورشليم أثناء حصارها. وربما حفرت من أيام سليمان.
ومعنى كلمة سلوام = المرسل لأن مياهها مرسلة من مكان آخر، وليست نابعة من مكانها،
بل منحدرة ومرسلة إليها من نبع آخر أعلى كأن المسيح يقول أن من يشفي الأعمى أي المسيح
نفسه هو مرسل من الله.
والاغتسال فيه معنى المعمودية والمعمودية هي موت وقيامة مع المسيح.
وهذا هو الخلق الجديد.
وسماها إشعياء " شيلوه " ( 6:8) بمعنى مرسلة. وقد ردمت مع الزمن وأعيد اكتشافها.
وهي لها اتصال وثيق بخدمة الهيكل لذلك اعتبرت مياهها مقدسة وكانت تستخدم مياهها في طقوس عيد المظال.
والرب أرسل الأعمى ليغتسل فيها، والاغتسال في مياه مقدسة هو المعمودية.
فالماء له دور في الخلقة الجديدة لذلك أرسله المسيح إلى الماء.
وكانت المياه مياه جارية لانحدار القناة من البركة العليا للبركة السفلى.
والمعمودية تسمى الاستنارة في العهد الجديد فمن ناحية هي غفران للخطية فيتنقى القلب فنبصر،
وهي اتحاد بالمسيح النور الحقيقي الذي يسكن فينا فيعطي استنارة.
وهذه البركة ترمز للمسيح (أش 6:8) وبالذات لخلاص المسيح الهادئ، وفي (أش 6:8)
نجد مقارنة بين خلاص المسيح الهادئ وبين المياه القوية والكثيرة التي كانت ترمز للقوى الإنسانية
التي يتصورها اليهود لخلاصهم، فهم يريدون مسيحا يقود جيوش.
وهذه النبوة تشير لأن اليهود رفضوا المسيح
"رذلوا مياه شيلوه الجارية"
ولاحظ أن المسيح ذهب للأعمى دون أن يسأله أحد،
رمزا لأنه أتى لتجديد خلقة البشر دون أن يسأله أحد (أش 1:65)
نلاحظ أن الطين يفسد العين السليمة، أي الطين يزيد حجم المشكلة.
وهكذا في بعض الأحيان نتصور أن الله يعقد المشكلة.
كما حدث للشعب فالبحر أمامهم وفرعون وراءهم.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †