ثلاث ساعات في الجحيم!
( القصة التالية من كتاب الشيخ الحاجي جورجيوس الآثوسي
(1808-1886)
لنفسه،الشيخ [ الحاجي جورجيوس ]
يذكر القصة التالية التي أباه الروحي نيوفيتوس أخبره إيها
حتى يتحمل بفرح تجارب وآلالام النسك لخلاص روحه.
"في أحد المرات كان هناك رجل مريض فقد صبره
و توسل إلى الرب طالبا أن يريحه من ألامه الرهيبة.
فظهر له ملاك وقال له:
"إن الله الكثير الرحمة قد سمع صلاتك وسيمنحك التماسك، لكن تحت شرط واحد.
بدلا من سنة واحدة من العذاب على الأرض
التي تطهر كل إنسان من الإثم كالذهب في النار،
ستوافق على قضاء ثلاث ساعات في الجحيم.
لأن روحك يجب أن تنقى عن طريق تجربة المرض،
كان عليك أن تتحمل المرض لمدة عام آخر.
وبما أن هذا يبدو صعبا بالنسبة لك،
فكر في ما يعني الجحيم حيث يذهب كل الخطاة.
لهذا السبب جربها إذا كنت ترغب لمدة ثلاث ساعات فقط،
وبعد ذلك بصلوات الكنيسة المقدسة ستخلص."
فكر الرجل المريض،
"سنة واحدة من العذاب على الأرض هو وقت طويل جدا.
من الأفضل أن يصبر لمدة ثلاث ساعات في الجحيم" أخبر الملاك.
ثم بلطف أخذ الملاك روح الرجل في يديه، تركها في الجحيم، وانسحب، قائلا:
"سأعود بعد ثلاث ساعات".
الظلام الدائم سائد، الضيق، صرخات الشياطين التي وصلت إلى أذنيه،
ومظهرها الوحشي كل هذا خلق خوف رهيب و حزن
في هذا الرجل التعيس.
شهد وسمع العذاب في كل مكان.
في هذه الهاوية الهائلة من الجحيم
لم يكن هناك صوت الفرح يسمع.
فقط عيون الشياطين النارية التي تنتظر تمزيقة،
كان يمكن رؤيتها في الظلمة.
بدأ الرجل التعس بالإرتعاش والبكاء بصوت مرتفع،
لكن فقط الهاوية سمعت صرخاته و يكائه.
وبدا له أن عقود كاملة من العذاب قد مرت،
و كان يتوقع الملاك أن يأتي في أي لحظة، لكن هذا لم يحدث.
في النهاية،بعدما يأس بأنه سيرى الجنة، بدأ يأن و يبكي، لكن لم يهتم أحد.
الخطاة في الجحيم يفكروا فقط في أنفسهم،
والشياطين تبتهج في عذابهم.
لكن هوذا الاشراق الجميل لملاك ظهر في الهاوية.
مع ابتسامة ملائكية وقف عند الرجل المعذب وسأله:
"إذاً، كيف حالك أيها الرجل؟ "
"لم أكن أعتقد أنه يوجد خداع حتى بين الملائكة،" همس الرجل المعذب.
"ماذا تقصد بذلك؟" سأل الملاك.
"ماذا تقصد ماذا أقصد؟" واصل الرجل المعذب.
"وعدتني انك ستأخذني من هنا في ثلاث ساعات،
ومنذ ذلك الحين سنوات بل بالاحرى،
لقد مرت قرون كاملة من العذاب الذي لا يطاق ".
"أيها الرجل المبارك ، أي ساعات؟ أي قرون؟" أجاب الملاك المتفاجئ
"قد مرت ساعة واحدة فقط منذ أن غادرت، ويجب عليك البقاء هنا ساعتين أخريين."
"ماذا؟ ساعتين؟ 'أه. لا أستطيع تحمل ذلك. ليس لدي قوة. إذا كان من الممكن
وإذا كانت مشيئة الله، أتوسل إليك ، أخرجني من هنا.
وسيكون من الأفضل أن أعاني لسنوات على وجه الأرض إلى يوم القيامة؛
فقط أخرجني من الجحيم. أِشفق علي، " بكى الرجل المعذب ، رافعاً يديه إلى الملاك.
"حسنا جدا،" أجاب الملاك. "إن الله لأنه أب محب سوف يرحمك. "
مع هذه الكلمات فتح عينيه ورأى أنه، كما كان من قبل، يرقد على سرير المرض ".
بمثل هذه الأفكار كان الشيخ يخزي جميع حواسه،
لأن الأهتمام بخلاص الروح يواضع الجسد ويميت الأهواء.
بعد مثل هكذا النسك، و من مثل هكذا صبر و مثابرة
حين يمر بخلال هكذا الآلام رهيبة
[كان مفترى عليه بحياته]،
وبسبب أفكاره المتواضعة، والتي جعلته يؤمن
بأنه كان خاطئ كبير وأنه كان عليه أن يطهر روحه من خلال المرض ...
كان من الطبيعي أن وفرة نعمة الله تشملته
حتى انه لم يصبح مريض خلال حياته كلها.