مار جورجيوس. إزرع. حوران. سوريا
تكتسب كنيسة مارجورجيوس في مدينة ازرع بمحافظة درعا أهمية دينية وتاريخية وهندسية وطول هذه الكنيسة /27.60/متراً مربعاً وعرضها تسعة عشر متراً ، ويصل ارتفاعها من دون القبة إلى عشرة أمتار ومع القبة إلى ستة عشر متراً .
تعتبر كنيسة مارجورجيوس أول كنيسة تبنى حسب الشكل المعماري المربع للقاعة الرئيسية للكنيسة بعد أن كانت الكنائس تبنى حسب الشكل المعماري المستطيل (البازيليك) وهذا الشكل يقوم على ثمانية أعمدة (ركائز) ويعلوها جدار يحمل القبة البيضوية ويحيط بها رواق ويوجد في زواياها الأربع محاريب كبيرة .
وهذا التصميم الذي تنفرد به كنيسة مارجورجيوس في العالم تم نقله إلى الكثير من الكنائس في العالم حتى أصبح نظام التقبب هو النظام المتبع والشائع في أغلب كنائس أوربا ، وتقوم الكنيسة على مبدأ الجناح الوحيد المحاط برواق أو وفق مخطط مركزي دائري أو مضلع والحجر البازلتي هو العنصر الأساسي للأسقف في الكنيسة خلافاً للأسقف الخشبية في المناطق الأخرى من العالم ولا سيما أن منطقة حوران وجنوب سوريا تتميز بكثرة الحجر البازلتي واستخدامه أساساً لكل الأبنية مهما اختلفت وظائفها .
النظام الإنشائي ومواد البناء :
إن أساسات كنيسة مارجورجيوس بازرع هي حجرية بازلتية أما الجدران فهي من الحجر البازلتي المنحوت ويتشكل من مدماكين من الحجر بعرض متر واحد تقريباً وسقف الرواق في الكنيسة يتشكل من ربذان حجرية قديمة ، تحتوي الكنيسة على ثمانية أقواس نصف دائرية داخل بهو الكنيسة يعلوها جدار يحمل القبة وأرضية الكنيسة تتشكل من الحجر البازلتي على شكل بلاط على كامل مساحة الكنيسة وقبتها بيضوية مصنوعة من الخشب ومغطاة بالمعدن وقبة الخورص مشغولة بالبيتون والخفان وفي داخلها درج خشبي .
وقد تعرضت القبة للتلف إبان حملة ابراهيم باشا على سوريا عام 1840م إلا أنها خضعت للترميم في عهد البطريرك غريغوريوس حداد وتم تدشينها عام 1911م ويروي سكان مدينة ازرع إن القبة الخشبية قدمت هدية من قيصر روسيا في تلك الفترة الدراسة التاريخية : إن العالم الفرنسي Wadolington المختص بالكتابات اللاتينية واليونانية القديمة استند في تفسير الدراسة التاريخية لكنيسة مارجورجيوس بإزرع على النقش الكتابي الذي يعلو المدخل الغربي وهو المدخل الرئيسي للكنيسة فيقول :
إن الكنيسة قامت مكان معبد وثني وتشير الكتابة أن الشخص الذي بنى الكنيسة بسخائه الشخصي هو جان بن ديوميدس في عهد الأسقف فاروس .
وجاء بالنص المكتوب على مدخل الكنيسة : " إن ملتقى الأبالسة أصبح الآن منزلاً للرب السيد " إن نور الخلاص يملئ هذا المكان الذي كانت تغطيه من قبل الظلمات …
فاﻹحتفالات الكنيسية حلت محل الطقوس الوثنية …
والمكان الذي كان مركزاً لخلاعة الآلهة تصدح منه اليوم تسابيح الرب … إن رجلاً محباً للمسيح الشريف " جان بن ديوميدس " هو الذي بنى من ماله الخاص هذه الكنيسة الجميلة ووضع فيها ذخيرة الشهيد القديس جورجيوس بعد أن ظهر له القديس المذكور ليس في المنام بل في اليقظة عام 410م .
ومعروفة أن سنة 410م حسب. بصرى تبتدئ نهاية عام 515 م أو مطلع عام 516م وفي هذا العام أنجزت هذه الكنيسة فقامت مكان هيكل وثني مكرساً للآلهة تياندريست
ولعل التغيير الوحيد الذي أصاب الكنيسة نجم عن الحروب التي أتلفت بعضاً من قبتها إبان حملة إبراهيم باشا وأفاد بعض سكان إزرع أن الكنيسة رممت في عهد البطريرك غريغوريوس حداد وتم تدشينها عام 1911م ومنذ ذلك الحين لم تصب هذه الكنيسة بأي تشويه .
أهمية المبنى :
تكتسب كنيسة مارجورجيوس أهمية أثرية كونها بقيت على وضعها الذي بنيت عليه حتى يومنا هذا دون تغيير يذكر ولها أهمية هندسية حيث أدرجت طريقة تصحيحها في مراجع وكتب الهندسة المعمارية في معظم دول العالم باعتبارها تمثل المرحلة الأولى من مراحل البناء الديني في العصر البيزنطي وبناء الكنيسة متين جداً ولا يوجد أي تخريب فيه وهو سليم كلياً وتمارس فيه الطقوس الدينية حتى يومنا هذا .
وللكنيسة ثلاثة مداخل في واجهتها الرئيسية الغربية وقد تم إغلاق مدخلين من هذه المداخل وبقي المدخل الرئيس ، ويوجد مدخل آخر في الجهة الجنوبية للكنيسة..+++