تعلق الاطفال بالاجداد
تعلق الصغار بأجدادهم أمر طبيعي جدا، وتدليل الأجداد للأحفاد أيضا أمر طبيعي جدا، فلا تدعه يقلقك كثيرا ويفسد عليك استمتاعك بعلاقة جميلة مع صغيرك، لأنه ببساطة لن يؤثر على علاقة الوالدين بطفلهم، حتى لو بدى هذا التعلق زائد عن الحد. وهناك بعض الأهل يصابون بالحساسية الشديدة نتيجة العلاقة الشديدة بين الطفل وأحد أجداده، بحيث يبدو أن الطفل يريد أن يقضي معظم الوقت في بيت جده. وقد يكون تدخل الأجداد بحياة الطفل بشكل أو بآخر.
وهذا الأمر يجب أن ندركه أن دلال الجد والجدة يرضي فيهم شعور الحنان، وهذا من حقهم.. ورغم هذا الدلال من جانبهم للصغير تظل المسئولية في يد الآباء، خاصة إذا كانت علاقاتهم جيدة مع الطفل؛ ومن المستحسن جدا أن تكون العلاقة جيدة أيضا مع الجد والجدة حتى تمهد لتعاون بينكما واتفاق في أساليبكما دون خسائر جانبية. وعلينا أن نفعل ذلك بلطف. فأطفالنا بحاجة لمصادر متعددة للحنان، ولا يجب نقلق من ذلك فهذا مفيد للطفل. والأهل مطالبون بإقامة علاقة عميقة ودقيقة مع طفلهم والاهتمام بالتفاصيل اليومية الصغيرة التي لها دور إيجابي في تقوية العلاقة مع الطفل وبناء محبة عميقة جدا وخصوصية.
ومن ضمن هذه التفاصيل تفاصيل المأكل والمشرب والملبس، حاولا أن تشاركا الطفل بهذه التفاصيل، فاحتياجات الطفل هامة جدا، ومن يلبيها فهو الشخص المهم في حياته، سواء كان الأب أو الأم أو الجدة أو حتى المربية، فالأشخاص المهمون في حياة الأطفال في السنوات الأولى هم من يقومون برعايتهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية. ويتمادى الأجداد في بعض الأحيان بتلبية طلبات الطفل حتى ولو لم تكن مناسبة له كإعطائه ما يريد، والسماح له بالقيام بأمور هي ممنوعة أصلا وذلك من باب الدلال والحب، وهنا يحتاج الأمر إلى الحوار، ولا مانع من بعض اللين أحيانا في هذه الأمور، فقطعة من الحلوى لن تكون كارثة إذا قدمتها الجدة في وقت لا يناسب الأم والأب.
ولكن أحذرا أن تدخلا سباقا للحصول على درجة أقرب من قلب الصغير، فإن قلبه يتسع لكم جميعا دون ترتيب.. ونحن نعلم تمام العلم أن أكثر من يحب أولادنا هم آباؤنا، وهذه بركة الرب للعائلة التي توفر كل الحاجات النفسية والعاطفية لأعضائها، فحاولا كأب وأم أن تتمتعا بهذه البركة ولا تجعل منها مشكلة تؤثر على سلامة العائلة.