لا تخلو الحياة الزوجية من وجود بعض الخلافات بين الزوجين في الغالب،
لكنها تتفاوت من حيث الدرجة قوة وضعفا؛
فلكل من الزوجين رغبات وميول وآراء قد لا تتفق مع الطرف الآخر،
وقد يكون في نزول أحدهما لرأي الآخر شيء من الصعوبة؛
مما يورث شيئاً من النزاع؛ إذ كل منهما ينتصر لرأيه.
ولاشك أن هذا النزاع إذا احتدم بين الزوجين وتكرر منهما أصبح داءً يهدد الحياة الزوجية
إذا ما أسرع الزوجان أو أحدهما في علاجه بالطرق الشرعية،
فما من داء إلا وقد أنزل الله له دواء.
وقد يكون سبب الشقاق بين الزوجين من الأمور التافهة التي إذا أهملت تعاظمت شيئاً فشيئاً
حتى أصبحت من المشاكل التي يصعب حلها، وربما أدت في النهاية إلى الفرقة بين الزوجين.
والمتتبع لكلام الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يجد فيها العلاج الناجع والدواء الشافي
لهذه الخلافات التي تهدف إلى الفرقة وتشتيت الأسرة.
ويمكن أن نجمل أسباب الانشقاق بين الزوجين في الأمور التالية:
1 - أسباب ترجع إلى الزوجة:
أ - إخلال الزوجة بواجباتها تجاه زوجها سواء الواجبات المنزلية أو الحقوق الخاصة.
فالزوجة التي تنسى أو تتناسى واجبها كربة بيت، وأم أولاد، وزوجة، عليها حق التربية،
وحق الطاعة لزوجها،
يكون لذلك أثره على الزوج الذي يضيق ذرعاً من هذه الزوجة بسبب إهمالها لواجبها؛
لأن الزوج المثالي هو الذي يريد أن تكون الزوجة مثالية أيضاً في القيام
بواجباتها الأسرية ولا يرضى بالتقصير مع القدرة على تلافيه.
ب - جهل الزوجة بحق الزوج في القوامة عليها،
فالرجال قوامون على النساء فينبغي للزوجة
أن تعي معنى هذه القوامة ولا تنازع زوجها في كل صغيرة وكبيرة
بل يكون بأسلوب يشعر الزوج بحقه عليها، واحترامها له،
فالزوجة التي ترفع صوتها في وجه زوجها
لأي سبب من الأسباب تجعل الزوج يفقد صوابه بالرد بالمثل
أو أشد منه فيدب النزاع بينهما؛ لأن الزوجة لم تراع حق القوامة.
ج - بعض النساء يصيب إحداهن شيء من الغرور فتتعالى على زوجها وتتطاول عليه؛
لأنها ترى أنها أفضل منه حسباً أو نسباً أو مالاً أو لأمر آخر فلا يحتمل الزوج
هذا التصرف فيستشري الخلاف بينها فتتسبب الزوجة في هدم حياتها الزوجية.
د - تأثر الزوجة برفيقات السوء اللاتي همهن القيل والقال والسعي بالنميمة
وهذا الأمر خطير جداً إذا أصغت الزوجة لما يقال عن زوجها وأسرته كذباً وبهتاناً،
يرون من وراء ذلك أن تفارق هذه المسكينة زوجها لغرض في أنفسهن؛
فتذهب هذه الزوجة إلى زوجها فتوجه له أنواع التهم التي هو بريء منها فتتأجج المشكلة.
فلتحذر الزوجة من سماع مثل هذه الأباطيل ولتحسن الظن بزوجها
ما دام الزوج على قدر من الاستقامة وقائماً بحقوقها الزوجية.
2 - أسباب ترجع إلى الزوج:
أ - إخلال الزوج بواجباته الشرعية تجاه زوجته كحق النفقة والمبيت والسكنى
أو غيرها من الحقوق المعتادة بين الزوجين.
فالزوجة لا ترضى بهذا التقصير وتطالب بحقها كاملاً
وهو حق شرعي وإذا لم يتفهم الزوج ذلك يشتد النزاع بينهما.
ب - قسوة الزوج في التعامل وعدم المعاشرة بالمعروف
مما يجعل الزوجة تضيق ذرعاً من بقائها في عصمته
فيحدث الخلاف بينهما لهذا السبب؛ لأن الزواج الناجح لابد أن يتسم
بروح التفاهم الهادف
والمجادلة بالحسنى فلكل من الزوجين حق على الآخر.
ج - ارتكاب الزوج بعض المحاذير الشرعية والمخالفات
التي تخل بالأخلاق والزوجة الصالحة
لا ترضى بذلك من زوجها فتنكر عليه ولا يعترف بخطئه فيشتد الخلاف بينهما.