العلاقة المقدسة بين الزوجين
من الواضح بدرجة كافية في ترتيب الأمور التي وضعها الله لهذا العالم أن الزوجة عليها الخضوع. فمكانتها تمثل المكانة التي تشغلها الكنيسة بالنسبة للمسيح. وكما أن المسيح هو رأس الكنيسة، وله كل السلطة والمقدرة والكفاءة على التوجيه، كذلك الزوج أيضًا هو رأس الزوجة ( أف 5: 23 ).
ولكن، مما يدعو للحسرة، أن الكنيسة الاسمية خلال العصور قد زاغت عن مكانها الصحيح. فالكنيسة، وهي المفروض أن تكون خاضعة للمسيح حسب الخطة الإلهية، قد ابتعدت عن الخضوع له في سلوكها الفعلي. لقد تصرفت بنفسها وأخذت مقاليد التشريع بيدها، كما لو كانت هي الرأس وليست الجسد. ومن هنا جاءت الفوضى التي يلمسها الجميع في الكنيسة. وعندما ترفض الزوجة، حتى لو كانت مؤمنة، أن تخضع لزوجها، لا بد أن تحدث المشاكل على نفس هذا النمط.
قد تدَّعي الزوجة أن زوجها لا يصلح للقيادة، وغير كفء أن يكون رأسًا. وممكن أن تكون هذه هي الحقيقة فعلاً. ولكن العلاج لا يكون بأن نعكس الترتيب الإلهي. وبالطبع، فالكنيسة لا يمكن أن تتعلل بمثل هذا العذر، لأن رأسها هو الكمال المُطلق، وهو ليس فقط رأس الجسد بل هو مُخَلِّصه أيضًا (الآية 23).
ولأن الزوج البشري، حتى إذا كان مؤمنًا، ليس كاملاً ـ يوجه إليه الرسول تحريضًا أكبر. ويتلخص واجبه في كلمة واحدة هي أن يحب (الآية25). ومن السهل أن نرى أنه إذا قدم الزوج لزوجته الحب اللائق بها، لن تجد صعوبة في أن تقدم له الخضوع اللائق به. ومن الواضح أن المسؤولية الكبرى قد وُضعت على كاهل الرجل فعليه أن يحب، وعليها أن تخضع، ولكن المبادرة يجب أن تجيء من جانبه هو.
وعندما ننتقل من المسؤولية المُلقاة على الرجل، وهو رمز، إلى شخص المسيح المبارك، نجد أنفسنا في حضرة الكمال المطلق. فالمبادرة كانت من جانبه، وهو قام بها بطريقة عجيبة، فهو لم يحب الكنيسة فقط، بل «أسلم نفسه لأجلها» (الآية 25)، بل أيضًا تعهد قداستها العملية وتطهيرها، وفي النهاية سيُحضرها لنفسه في المجد بالكمال الذي يليق به. ويا له من عمل عجيب وانتصار مجيد.