في الموسيقى
يكثر الكلام عن الموسيقى وسماعها وكيفية تذوقها
واستخدامها في العبادة وما حكمها حرام أو غير حرام فما القول الفصل ؟
لقد خلق الرب السموات والأرض وما عليها
ورأى كل ما خلق فإذا هو حسن فهل خلق الله الموسيقى .
نعم خلق الله الموسيقى بالأصوات الموسيقية الطبيعية
التي ما زال الإنسان يتلذذ في الإصغاء لها مع كل التطور الحاصل
والسريع في الموسيقى ومن يقول أنه لا يحب الموسيقى الطبيعية كائنا
من كان صوته موسيقى أم لا يتذوق الموسيقى
أم لا صوته الشخصي جميل أم لا الذي لا يحب الموسيقى الطبيعية
فهو شخص يحكم عليه بعدم امتلاك الذوق أو الحس المرهف .
من لا يحب الإصغاء والتأمل في صوت خرير الماء الجاري من ينبوع
أو سيل أو شلال أو صوت أمواج البحر أو صفير الهواء العاصف .
من منا لا ترتاح أعصابه من تغريد كروان أو زقزقة عصفور
أو هديل ( صوت الحمام ) الحمام ؟
من منا لا يحب لوحة الغروب على البحر وهي موسيقى صامتة تدعو للتأمل .
من منا لا يحب صوت حفيف أوراق الشجر والنسيم يداعبها .
حتى صوت البوم الذي يتشائم منه العرب في بلادنا
هومدعاة للتفاؤل في بلدان كالصين واليابان .
كم من آلات موسيقية جسّدت صوت البجع أوصوت النورس
في موسيقى باخ أو شوبان تلك الموسيقى الكلاسيكية الرائعة .
كل هذه الموسيقى الطبيعية خلقها الله ورأى حسنها
وإلا كيف تعلم الإنسان الأول صنع الآلات الموسيقية البدائية
والتي تطورت منها الآلات الحديثة .
كل هذه الموسيقى تؤثر في سامعها تأثيرا عاطفيا وجدانيا تجعله محبا للتأمل وتريح القلب والفكر
ويعيش الإنسان بسماعها أحلاما وردية يرتاح لها عقله وتتراخى أ بهاأعصابه .
فهل هذا حرام .
عندما نسمع موسيقانا العربية الأصيلة والخالدة إلى اليوم لنا هنا عدة ملاحظات .
1- هل اضطرت مغنيات الأغاني الخالدة في سوريا ومصر والعراق للتعري طلبا للشهرة ؟
أعتقد جازما لا .
2- هل تقوقع كبار الملحنين ضمن الآلات الشرقية ونبذوا الغربية . ؟
طبعا لا على العكس نجد موسيقات لمحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي
ومحمد سلطان
وغيرهم الكثير يستخدمون القيثار والأرغن والسكسفون وإيقاعات الروك
والتانغو والجاز والفلامنغو
بطريقة سلسة لا تلغي الأصالة الشرقية في اللحن .
3- كيف كانت كلمات الأغاني للمتذوق الذي يسمع .
إن من يسمع تلك الأغاني تثار عنده مشاعر إنسانية رقيقة للغاية
وتشبه إلى حد كبير الإحساسات التي تثيرها الموسيقى الطبيعية لديه .
4- هل محيت تلك الموسيقى الأصيلة من ذاكرة الناس والشباب الملتزم اليوم ؟
أترك إجابة هذا السؤال لذكائك عزيزي القارئ .
إذا نخلص للنتيجة التالية في الموسيقى هنالك حلال وحرام .
حلال في الموسيقى الملتزمة بذوق الشخص السوي ذو الأخلاق الحميدة والتربية الدينية ا
لتي تصقل تربية الإنسان البيتية
فالكنيسة لا تربي بشرا إنما تصقل التربية الاجتماعية بتربية مسيحية أخلاقية ملتزمة .
والموسيقى مرام إن كانت ماجنة تثير الغرائز والشهوات
خصوصا إن اقترنت بالسكر والمجون والعهر .
وأستطيع الحكم على كل البشر
بأنهم يستطيعون التمييز بين ما في الموسيقى من حلال وحرام
وأدعو الجميع للرجوع نحو الأصالة والطرب الأصيل
والابتعاد عن أغاني يكون عمرها أيام معدودات ثم تندثر للأبد .
في كنائسنا الشرقية نحن لا نستخدم الآلات الموسيقية في العبادة
لأن الكنيسة تؤمن بالصوت البشري الحي
الذي أودعه الله لدى الأساقفة والكهنة والشمامسة والمرتلين
الذين تمتزج أصواتهم لتكتب لا لترسم بل لتكتب لوحة فنية متناسقة
تطعّم بعبير البخور فيتنسم الرب منها رائحة السرور والرضا .
ولكن ذلك لا يمنع وجود أناشيد سريانية وقبطية وبيزنطية وأرمنية
وغيرها ترافقها آلات موسيقية بتناسق رائع .
أما الكنائس الغربية فلا بد من بعض الآلات الموسيقية
التي ترافق الصلوات فتضفي عليها خشوعا مقبولا للسامع
وأصبحت بصمة في الطقوس والمناسبات
وأعتقد أن ذلك غنى في التعدد وحديقة واحدة فيها أزهار من كل لون
وعطر وفوق كل ذلك فهو كتابيا جائز .
وفي الآخر أقول :
أيها الإنسان كنت مؤمنا أم لا ملتزما روحيا أو غير ملتزم
دع ضميرك وقلبك وعقلك يختار على فطرته ما يسمع .
وأجدها فرصة أقول لأحبائي المؤمنين أصغوا جيدا
لتراتيل الكنيسة ففيها العبرة وتهذيب النفس
وما أجمل صوت الأسقف أو الكاهن أو الشماس يرتل الإنجيل
أو المزامير فتثير في المؤمن مشاعر الإيمان والتقوى والتأمل العميق .
آمين