سؤال: توجد آيات في الكتاب المقدس تجعل الشخص يحتار بين لاهوت السيد والمسيح وناسوته..
مثل "أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد.. ولا الإبن"،
و"لست أفعل شيئًا من نفسي"،
و"أتكلم بهذا كما علمني أبي"، وأُعْطِيت كل سلطان"،
و"لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني"..
ونحن نعلم أن المسيح هو الله، فكيف لا يعرف المسيح الساعة، وكيف يقول أُعطيت، وكيف لا يفعل شيئًا من نفسه، ولا يطلب مشيئته بل مشيئة الآب...؟!!!
الإجابة: نعم إن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، ولكنه هنا يتحدث بصفة الناسوت. أي الابن الخاضع لمشيئة الآب الذي أرسله، فلقد أخلى ذاته آخِذًا صورة عبد وأطاع حتى الموت، موت الصليب.
فهنا يُظْهِر الخضوع التام في إتمام إرساليته ويتكلم أيضًا هنا بصفته نائب عن البشرية في تقديم الخلاص.
ولنا أحداث كثيرة كان المسيح يتكلم بصفته الناسوتية Humanity ولم يفترق عنه اللاهوت Divinity، ونرى ذلك عندما تعب من السفر – جلس على بئر يعقوب – جاع – بكى على لعازر..
وأيضًا كان بصفته اللاهوتية ولم يفترق عن الناسوت عندما صنع معجزاته كلها. كما أن الآب مساو للابن مساوٍ للروح القدس، ولقد قال الابن عن نفسه: "أنا والآب واحد" (واحد في الجوهر، الطبيعة اللاهوتية). وقال كذلك: "مَنْ رآني فقد رأى الآب".
ونحن نقر في "قانون الإيمان" أنه مساوي للآب في الجوهر. ونستطيع أن نُشَيِّه علاقة الآب والابن كعلاقة العقل والفكر؛ فالعقل هو مصدر الفكر، والفكر هو جوهر العقل. وبما أن المسيح قال عن نفسه "لستُ أفعل شيئًا من نفسي"، والفكر يُصدَر من العقل، إذن فيمكن تفسيرها كما سبق. ولكننا لا ننسى في نفس الوقت أن الفكر هو جوهر العقل، وإن كان المسيح هنا يتكلم بلغة الخضوع التام للآب الذي أرسله، والطاعة الكاملة لمشيئته.
إن نفس الشخص الذي جاع هو الذي أطعم الجموع.. وذلك الذي بكى على موت لعازر هو نفسه الذي أقامه...
"تعرفون الحق والحق يحرركم"