أربعة أنواع من الوالدين
من حيث السلطة هناك بحسب إحدى الدراسات أربعة أنواع من الوالدين
يمكن تحديد مواقعهم على محورين بيانيين:
الأول هو محور التشجيع والمساندة، والثاني هو محور الإشراف والقيادة.
1.النموذج غير المبالي:
يمثل هذا الوالدَين الفقيرين على المحورين معاً، فهما لا يمارسان التشجيع والتواصل،
ولا القيادة والإشراف مع أولادهما. كلّ يعيش في عالمه،
وهم لا يتقابلون إلا أمام الثلاجة للحصول على الطعام،
أو أمام طابور دخول الحمّام.
وتحت شعار "الحرية"، تكون ممارسة الإهمال هي السائدة.
2.النموذج السلطوي:
وهو النموذج الغنيّ في القيادة والإشراف، الفقير في التشجيع والمساندة.
مثل هؤلاء الوالدين يتوقعان الطاعة دائماً ولا يلتفتان إلى احتياجات أبنائهما وبناتهما النفسية،
ولا سيّما الاحتياج إلى الحرية والاستقلالية، وهما لا يكترثان بمعرفة الخلفيات
التي ربما أدّت إلى فشل الأبناء في إطاعة القوانين الأسرية.
إنّ هذا يؤدي إلى نشوء أشخاص إما سلبيين ضعاف الشخصية، وإما متمرّدين.
3.النموذج المتساهل:
وهو الفقير في الإشراف والقيادة والغني في التشجيع والتواصل.
ويفترض هذا الأسلوب أنّ الأطفال سيصيرون في وضع أفضل إذا غُمروا بالحبّ،
دون الحاجة إلى وضع قواعد وقوانين.
إنّ هذا النموزج يتناسى أنه دون قوانين وقواعد يمكن
أن يصير الأطفال أنانيين ومسيطرين، وقد يصيرون نرجسيين أو معادين للمجتمع.
4.النموذج المشجِّع المشرف:
وهو النموذج الغنيّ في المحورين معاً. إنّ الأولاد والبنات الذين ينشأون في أسرة
كهذه يتمتعون بمزايا التشجيع والمساندة، كما يتمتعون بمزايا الإشراف والقيادة أيضاً،
لذا فإنهم يكونون على أعلى مستوى ممكن من النضج والصحة.
إضافة إلى حيازتهم صورة متزنة عن الذات، كما يكون أداؤهم الاجتماعي مقبولاً.
يحتاج المراهقون إلى السلطة والحدود الواضحة للسلوك التي تعكس صورة واقعية للعالم،
كما يحتاجون إلى تلك السلطة لتمكنهم من التدريب
على الحياة في عالم ومجتمع لهما حدود وقوانين.
دون شكّ، يمكن إن فحصتَ أسلوبك، بصفتك أباً أو أماً،
أن تجد نفسك منتمياً إلى واحد من هذه النماذج الأربعة،
أو أن تكون في مكان ما بين المتساهل والنموذج المشجّع والمشرف،
أو بينه وبين النموذج السلطويّ، أو بين أيّ نموذج والنموذج غير المبالي.
وإن كنتُ أشكّ في أنك قد تكون ممن ينتمون إلى النموذج غير المبالي،
وإلا لما اهتممتَ بقراءة مقالٍ كهذا.