( ثلاث مرات انشق الحجاب بين السماء والأرض....... محفل روحي في المغطس اليوم ))
ثلاث مرات نقرأ في الإنجيل، أنّ الحجاب بين السماء والأرض قد انشق.
وثلاث مرات، خرجت السماء عن صمتها الخشوعي، ونادى صوت الله شاهدا ليسوع،
اسمعوا شهادة صوت الله.
أول مرة حين اعتمد في نهر الأردن، إذ فتحت السماء ورؤى روح الله نازلا عليه في هيئة حمامة. وسمع صوت الآب السماوي: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” (الإنجيل بحسب متى 3: 16-17).
والمرة الثانية فوق جبل التجلي. عندما كان معه بطرس يعقوب ويوحنا. حينئذ صار وجهه لامعا كالشمس وثيابه بيضاء كالنور. ولما ظللته السحابة مع موسى وإيليا، سمع صوت من السماء: “هذا هو ابني الذي به سررت. له اسمعوا” (الإنجيل بحسب متى 17: 1-6).
والمرة الثالثة حين كان يسوع في الهيكل يناجي الآب مسلما كل شئ لإرادته وقائلا: “أيها الآب مجِّد اسمك. فجاء صوت من السماء مجَّدتُ وأُمجِّدُ أيضا” (الإنجيل بحسب يوحنا 12: 28).
هنا نقف أمام هذه الشهادات، لنرى في يسوع عظمته كاملة، وجلالا فائقا، وقدرة فريدة. ونرى رحمته وفداءه ومكانته، في التاريخ البشري، وفي القلوب البشرية. نرى اسمه فوق كل اسم، في السماء وعلى الأرض.
ولنسمع شهادة ملاك السما، كما دونها كتبة الوحي. فحين نقل جبرائيل الملاك البشري به قال لأمه المطوبة: “لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى… الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك القدوس المولود يدعى ابن الله” (الإنجيل بحسب لوقا 1: 30-35).
ويوم قيامته، وقف ملاك الله عند قبره الفارغ وقال للسيدات حاملات الطيب: “لماذا تطلبن الحي من بين الأموات؟.. ليس هو ههنا لكنه قالم”. وبعد صعوده إلى السماء، وفيما تلاميذه شاخصين إلى فوق وقف بهم ملاك الله، وقال لهم: “إنّ يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء”.
ولنسمع شهادة العالم السقلي، فالأرواح الشريرة شهت لعظمته. فحين أمرها أن تخرج من إنسان ملبوس، صرخ أحدها: “آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت، قدوس الله” (الإنجيل بحسب لوقا 4: 34).
أما الذين عرفوا يسوع، وآمنوا به. وعاشوا معه في صلة كتلاميذ ورسل، فقد شهدوا له بالرسالة التي حملهم إياها بعد أن أعطاهم الروح القدس. فكثيرون منهم عذبوا واستشهدوا وهم ينشرون إنجيل محبته. ومن عصر استفانوس وإلى هذا اليوم، نرى رجالا وسيدات يبذلون حياتهم لأجل يسوع. إنها تضحية لا يمكن أن يقدم عليها أحد، إلا إيمانا بيسوع المخلص والفادي الذي عاش في التاريخ، وبذل نفسه فديه عن كثيرين. فمن أنت أيها المسيح؟ ماذا تقول عن نفسك؟ من أين جئت؟ ما هو موضوع بعثتك؟
“أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي”.
“أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا”.
“أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة”.
“الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن”.
“أنا أتيت لتكون لهم حياة وليكن لهم أفضل”.
“أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف”.
“أنا هو الألف والياء الأول والآخر البداية والنهاية. ولي مفاتيح الهاوية والموت”.
هذه هي شهادة يسوع عن نفسه وهي تجهر على كل قول، وفي شهادته يدعونا، لنختبره في نفوسنا. وهو يقول: “جربوني.. ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب… تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقلي الأحمال وانا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم… التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض…
هذا هو يسوع، وهل قالم غيره من قادة الدين من جعل نفسه محك الأخلاق، وطريق الحرية، والشركة مع الله؟ وهل غيره من وهب نفسه. ليطفئ عطش البشرية عقليا وأدبيا وروحيا؟
وأنت عزيزي المؤمن : ماذا ترى في يسوع؟ هل تقبل حكم التاريخ؟ هل تقبل شهادة الإنجيل؟ هل تقبل يسوع؟ هل تقبل خلاصه؟
أمين يا رب ... إنّه رجاء كل قلب منسحق، إنّه رجاء كل أمة تطلب الله، إنّه رجاء المدنية الحقيقية، فهل هو رجاؤك؟