لما كان الله قد أجرى عند ضريح أنطونيوس ، يوم دفنه ـ و كان كما رأينا يوم ثلاثاء ـ الكثير من
العجائب و المعجزات الباهرة ، فقد أستقرت العادة عند المسيحين ، على تخصيص كل ثلاثاء،
لتكريمه و طلب شفاعته .
و قد شاع في بادوا بأن كل من طلب من القديس ،
يوم الثلاثاء أية نعمة ، فأنه ينالها لا محالة ، ما دامت النعمة المطلوبة تلائمه و تمجد الله .
إلاّ أنَّ ما جعل الشعب المسيحي يزداد تمسكاً بالثلاثاء فهو الحادث التالي :
كان بمدينة بولونيا ( أيطاليا ) ... سيدة شريفة ، قد مضى على زواجها 22 سنة دون أن تنجب نسلا .
فلمّا توسلت الى القديس المجيد ، ظهر لها و قال :
" أذهبي كل يوم ثلاثاء الى كنيسة رهُباننا ،
مدة 9 أسابيع متوالية ، ثم تقدمي من سري الأعتراف و التناول ، فأرزقكِ ولداً ".
نفذت المرأة أوامر القديس ، حتى إذا كان الثلاثاء الأخير ، شعرت بالحمل ،
فأطلعت فَرِحةً زوجها ، و لكنه بدلاً من أن يُشاركها فرحتها سخر منها ، و أتهمها بالخيانة .
و لما وضعت ، كان الولد شنيعَ المنظر و مشوه الصورة كالمسخ .
الأمر الذي جعل زوجها يزداد سوء ظن بها . في حين قد أزدادت
هي ثقة بحماية شفيعها المعظم . فطلبت من ثمة أن تحمل ثمرة أحشائها الى كنيسة القديس ،
و توضع على مذبحه .و لما نفذوا رغبتها ،ووضع الوليد المسخ على المذبح ،
لم تمضِ دقائق معدودة ، و أذا بذاك الطفل المسخ يشرع بالبكاء ،
فيبدو تام الخلقة جميل الصورة . فأستولت الدهشة على أهل المدينة كافة ،
و زالت شكوك الزوج الظالمة .
و شاع نبأ هذه المعجزة في أيطاليا كلها و منها في فرنسا و المانيا و أسبانيا الخ ...
و منذ ذلك طفق المسيحيون في كل تلك البلاد يحيون تساعية أيام الثلاثاء،
أكراماً لأنطونيوس البادوي ( قديس العجائب ). ...
ثم أضافوا إليها أربعة ثلاثاءات أخرى ، أتماماً للعدد 13 ،
ذكراً للثالث عشر من شهر حزيران / يونيو ،
الذي وقعَ فيه أنتقال القديس الى السعادة الأبدية الخالدة .
" الصلوات الثلاث التي تقام أكراما لًلقديس أنطونيوس البادوي كل ثلاثاء "
بأسم الآب و الأبــن و الروح القدس الأله الواحـد، آمين *
1ـ أيها القديس أنطونيوس البادوي شفيعنا المعظم ،أنظر الى شقائنا و أرثَ لحالنا .
أرمقنا من علو السماء و تعهدنا بعونكَ . أبعد الآخطارالعديدة التي تحدقُ
بنا أثناء سفرنا من هذه الأرض ، أرض الظلمة وظلال الموت .
و كن لنا مرشداً أميناً ، و ترساً منيعاً ، و معزياً شفيقاً . نجنا من أخطار الروح و الجسد ،
حتى أذا حصلناعلى راحة البال و طمأنينة القلب ، نسعى بنشاطٍ و فرحٍ في أمرِ
خلاصنا الأبدي الذي به تتعلقُ سعادتنا الأبدية , آمـيـن .
( أبـانـا و الـسـلام و الـمـجـد )
2ـ أيها القديس أنطونيوس البادوي الشفيق الحنون ، كُنتَ في حياتكَ على الأرض ،
تبادر بأهتمام الى أغاثة المرضى و المبتلين بالعلل و الأسقام . فكانَ العُميان
و العُرج و يابسو الأعضاء يبرأؤن من كلِ أمراضهم و عاهاتهم ، بمُجرد حُضورِكَ عندهم ،
أو بمسهم طرفِ ثوبكَ.
فنسألكُ الآن ، و أنتَ ممجدُ في النعيم الخالد ، و قلبُكَ مضطرمُ أشّدَ الأضطرام بنار المحبة المقدسة ،
أن تتلطف و تنقذنا من جميعِ الأمراض و الأسقام الجسدية ، أو على الأقل تلتمسَ
لنا نعمةَ الصبرِ و الخضوعِ للأرادةِ اللألهية ، حتى أذا أحتملنا الأوجاعِ و الآلامِ غيرَ متذمرين ،
نحصلُ على خلاصِ نفوسنا ، فنفوزَ بالسعادة الأبدية , آمـيـن .
( أبـانـا و الـسـلام و الـمـجـد )
3ـ أيها القديس أنطونيوس البادوي الحنون و الشفيق المعظم ،
نراكَ مستعداً في كلِ حين لأغاثةِ الملهوفين و أنالةْ المعوزين .
فأنتَ تعلمُ كَثرةَ أحتياجاتنا الروحية و الزمنية .
فبادرْ أذن الى إسعافِنا ، يا شفيعَ المساكين ، و ملاذَ البائسين ، و فرجَ المكروبين .
و أسأل الله نجاتنا من الضيقِ و الشدائد ، أو الجلد و القوة على أحتمالها بصبرٍ و تسليم .
ثم أسأله لناعلى الخصوص النعم الملائمة لحالتِتنا ،
حتى نعيشَ و نموتَ كما يليقُ بعبيدِ المسيح الأمناء . آمـيـن .
( أبـانـا و الـسـلام و الـمـجـد )