قصة من بستان الرهبان:
علامة الصليب المقدسة + قال شيخ :
" حدث أني كنت سائر في الصعيد مع رجل اسماعيلي ،
وأمسى علينا الوقت ولم نستطع أن نصل
إلى مسكن لنلتجئ فيه إلى الغد، وبينما نحن محتارون وخائفون من الوحوش،
صادفتنا برية عتيقة، فدخلناها لنستريح إلى الغد.
فوقفت ورشمت علامة الصليب المقدسة من ناحيتي هذه وهذه،
ثم رشمتها أيضاً تحت رأسي ، ورقدت .
وفي منتصف الليل، إذا بنا نسمع صهيل خيل، وصياحا، وخيال عظيماً ، وقلقا من الجنون،
ورأيت واحدا أجلسوه على كرسي وال ، وأمر القيام بين يديه أن يخلوا البرية حيث كنا راقدين،
وأخرجوا الراقد معي، وضربوه حتى شارف الموت، وكانوا يقولون له :
" أين هو الراقد معك ؟ " فيقول لهم : " أنه في الموضع الذي كنت راقداً فيه " .
أما هم، فانهم إذا أرادوا الدخول إلى مرقدي، يرون علامة الصليب المقدس فيهربون إلى خلف،
ويقعون على وجوههم، وفي رجوعهم إلى الجالس على الكرسي،
كانوا يعاقبون ذلك الاسماعيلي جداً، ويصيحون عليه بأصوات مختلفة قبيحة، قائلين :
" أين الذي دخل معك ؟ " فيقول لهم : " أن موضعه في الداخل، راقداً" .
أما أنا فصرت كالميت من الخوف الذى لحقني ، وهم كلما اقتربوا مني ونظروا علامة الصليب،
يهربون إلى الخلف، ويسقطون على وجوههم، وكان الجالس على الكرسي يقول لهم :
" ما بالكم لا تحضرونه ؟ " فكانوا يقولون له : "إذا نحن دنونا منه، ننظر إلى علامة الصليب،
فلا نقدر أن نقف، بل نهرب إلى خلف، ونسقط على الأرض" ، فيقول لهم :
" اصعدوا الى الهواء، وانزلو عليه من فوق وأتوني به" ، فكانوا لما يأتون إلي ،
ينظرون العلامة على رأسي، فيهربون إلى خلف، ومكثت هكذا في هذا الإنزعاج العظيم،
حتى أشرق النور، حيث ذهبوا خائبين، ، تاركين ذلك الرجل قريبا من الموت،
وقد عجبت إذ لم يقدروا على الدنو مني وقلت : " سبحان السيد المسيح صاحب العلامة " .
أما ذلك الرجل الذي ضربوه ، فقد تعجب مني لما رآني، وقال :
" لماذا لم يقدروا أن يضربوك وضربوني أنا ؟ "
فأعلمته بعلامة الصليب الذي لسيدنا يسوع المسيح، فعندما سمع مني هذا،
مضى وتعمد ، وصار مسيحياً مختاراً.